responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 454

صلاحهم، و ينهونهم عنه مما فيه فسادهم و هلاكهم: «وَ قُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً، وَ إِنْ جاهَداكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما». و منه طاعة الصبيان للمعلمين في قبول التأديب فيما هو صلاح لهم. و منها طاعة التلامذة للأستاذين في قبولهم تعليم الصنائع لهم. و منها طاعة الأزواج لبعولتهنّ فيما يأمروهن من لزوم المنزل و التصوّن الذي فيه صلاحهن. و منها طاعة المرضى للأطباء في الحمية و شرب الأدوية مما فيه صلاحهم و برؤهم. و منها طاعة الجهّال للعلماء فيما يأمرونهم بالتمسك بأمر الدين و اجتناب المحارم بما هو صلاح لهم. و منها طاعة الرعيّة للسلطان العادل فيما يأمرهم به من المعروف و ينهاهم عن المنكر، و منعهم من ظلم بعضهم بعضا مما فيه صلاحهم. و منها طاعة السلاطين و الأمراء و الملوك لخلفاء الأنبياء، :، فيما يولّونهم من البلدان و جباية الخراج، و محاربة الخوارج و الأعداء، و حفظ الثغور و تحصين البيضة فيما فيه صلاح لهم و صلاح الرعيّة منهم. و منها طاعة الخلفاء للأنبياء، :، فيما رسموا لهم من حفظ الشريعة على الأمّة و إقامة السّنّة على أهل الملة. و منها طاعة الأنبياء، :، للملائكة فيما تلقي إليهم من الوحي و الأنباء في تدوين الكتب المنزلة، و وضع الشريعة و إيضاح السّنة، و جمع شمل الأمّة و تأليف قلوب الجماعة، بإبلاغ الوصيّة و بإظهار الدعوة فيما فيه صلاح الكلّ و نفع الجميع. و منها طاعة الملائكة لرب العالمين فيما قضت من عبادته، و وكّلت به من تدبير بريّته و حفظ خليقته، مما فيه صلاح للجميع و نفع للعموم، و بقاء للعالم و دوام الخليقة، و البلوغ بها إلى أقصى مدى غاياتها التي هي السعادة العظمى.

فهذا هو الدين النبويّ الحنيفي، و المنهاج السني و السّيرة الملكيّة، و هو أن يكون كلّ مرءوس ينقاد لطاعة رئيسه و لا يعصيه فيما يأمره به و ينهاه عنه فيما فيه صلاح للجميع.

و إذ قد تبيّن مما ذكرنا ما الدين الحنيفيّ، و المذهب الرّبّانيّ، و الاعتقاد

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست