responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 406

الجسد مختلفة الهيئات المتفاوتة في الجودة و الرداءة في بعض الناس أو في بعض الأحايين، اختلفت أفعال هذه القوى بحسب تلك الاختلافات. مثال ذلك الحدقتان فإنهما عضوان من الجسد، و هما أداتان للقوّة الباصرة، فإذا كانتا سليمتين من الآفات العارضة، صحيحتين صافيتين مجليتين، تراءت فيهما صور المرئيّات المقابلات لهما، كما يتراءى في المرايا صور الأشياء المقابلة لها، فأدركت هذه القوّة تلك المبصرات على حقائقها. فأما إذا كانتا على غير ما ذكرنا لعارض من الآفات، عاقت القوّة الباصرة عن إدراكها محسوساتها.

و هكذا أيضا القوّة السامعة، و ذلك أنه متى كانت أدواتها التي هي صماخا[1] الأذنين مفتوحتين نقيّتين من الأوساخ، سليمتين من الآفات العارضة، طنّت فيهما الأصوات بهيئتها، فأدركتها القوّة السامعة بحقائقها. و إذا كانت على غير ما ذكرنا لعارض من الآفات، عاقت عن إدراكها المسموعات. و هكذا أيضا القوّة الشامّة متى كانت خياشيم المنخرين مفتوحة، نقيّة من البخارات الغليظة، سليمة من الآفات العارضة، أدركت القوّة الشامّة الروائح، و ميّزت بينها و عرفتها. و متى عرض هناك بخار أو زكام أو آفة عوّقت عن إدراكها و تمييزها. و هكذا أيضا القوة الذائقة متى كانت الرطوبة المستبطنة التي في جرم اللسان معتدلة سليمة من الآفات العارضة، أدركت طعوم الأشياء المذوقة بحقائقها، و عرفت التمييز بينها. و متى غلب على تلك الرطوبة خلط أو مزاج خارج عن الاعتدال، عوّقت عن إدراكها الطعوم و التمييز على حقائقها.

و هكذا أيضا القوّة اللامسة، فإنه متى عرضت آفة للأعصاب المنتسجة بين خلل اللحم و الجلد، عوّقت عن إدراكها الملموسات. و هكذا أيضا حالات القوة المتخيّلة، فإنه متى كان مقدّم الدماغ معتدلا سالما من الآفات، تخيّلت فيه رسوم المحسوسات التي أدّتها إليها القوّة الحساسة بحقائقها، و قبلتها بهيئاتها،


[1] -الصماخ: خرق الاذن.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست