السّحاب. فإن قيل: ما السيول؟ يقال: مياه
أودية تجري من كثرة الأمطار. فإن قيل: ما مدود الأنهار؟ يقال: من ماء العيون الذي
ينزل من أصول الجبال، فينصبّ و يجري في بطون الأودية، زيادتها من كثرة السيول. فإن
قيل: من أي موضع تجري الأنهار كلّها؟ يقال: تبتدئ من عيون في رءوس الجبال أو
أسافلها و تلال في البراري، و تمر بجريانها نحو الآجام و الغدران و البطائح.
فإن قيل: ما الزلازل؟ يقال: هي حركة بعض بقاع الأرض من رياح محتبسة
في جوف الأرض. فإن قيل: ما الخسوف؟ يقال: هي سقوط سطح بقاع الأرض على اهويّة
تحتها، إذا انشقت و خرجت منها تلك الرياح المحتبسة.
فإن قيل: ما الجبال؟ يقال: أوتاد الأرض و مسنّيات[1]
الرياح و البحار.
فإن قيل: ما الجزائر؟ يقال: بقاع من الأرض في وسط البحار. فإن قيل:
ما البراري؟ يقال: هي بقاع من الأرض ليس فيها نبات و لا بناء. فإن
قيل: ما الآجام و البطائح؟ يقال: بقاع فيها مياه و نبات. فإن قيل: ما الغدران؟
يقال: مواضع تجتمع فيها مياه الأمطار. فإن قيل: ما الأرض؟
يقال: جسم كريّ الشكل، واقف في الهواء بإذن اللّه بجميع ما عليها من
الجبال و البحار.
فإن قيل: ما الهواء؟ يقال: ما هو محيط بالأرض من جميع الجهات.
فإن قيل: ما الفلك؟ يقال: هو محيط بالهواء مثل ذلك. فإن قيل: ما مركز
الأرض؟ يقال: نقطة في وسط عمقها، و من تلك النّقطة إلى ظاهر سطحها ثلاثة و نصف من
اثنين و عشرين المحيط. فإن قيل: ما البحار؟
يقال: هي مستنقعات على وجه الأرض، حاصرة للمياه المجتمعة فيها. فإن