responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 353

الطّوال التي لا نهاية لها. و الباري تعالى متقدّم الوجود على الكل، كتقدم الواحد على جميع العدد.

ثم اعلم أنه قد أتى على النفس دهر طويل قبل تعلّقها بالجسم ذي الأبعاد، و كانت هي في عالمها الروحاني و محلّها النّوراني و دارها الحيوانية مقبلة على علّتها العقل الفعّال تقبل منه الفيض و الفضائل و الخيرات، و كانت منعّمة متلذذة، مستريحة، مسرورة فرحانة. فلما امتلأت من تلك الفضائل و الخيرات، أخذها شبه المخاض، فأقبلت تطلب ما تفيض عليه تلك الخيرات و الفضائل. و كان الجسم فارغا قبل ذلك من الأشكال و الصّور و النقوش، فأقبلت النفس على الهيولى تميّز الكثيف من اللطيف، و تفيض عليه تلك الفضائل و الخيرات. فلما رأى الباري تعالى ذلك منها مكّنها من الجسم، و هيّأ لها، فخلق من ذلك الجسم عالم الأفلاك و أطباق السماوات من لدن فلك المحيط إلى منتهى مركز الأرض، و ركّب الأفلاك بعضها في جوف بعض، و ركّز الكواكب مراكزها، و رتّب الأركان مراتبها على أحسن النّظام و الترتيب بما هي عليه الآن، لكيما تتمكن النفس من إدارتها و تسيير كواكبها، و يسهل عليها إظهار أفعالها و فضائلها و الخيرات التي قبلتها من العقل الفعال.

فهذا الذي كان سبب كون العالم، أعني عالم الأجسام، بعد أن لم يكن. و من يرد أن يتصوّر كيفية تمخّض الهيولى، و تميّز أجزاء الجسم اللطيف منها من الكثيف، و قبولها الأشكال الكريّة الفلكية الشفّافة، و كيف تركّب بعضها في جوف بعض في مراتبها و دورانها، و كيف استدارت أجرام الكواكب النيّرة، و ركّزت مراكزها في أفلاكها في مسيراتها، و كيف تمخضت أجزاء الأركان الأربعة بعضها مع بعض، و تميّز بعضها من بعض، و ترتبت على ما هي عليه الآن كلّها من هيولى واحدة من حيث الجسميّة، مع اختلاف صورها و فنون أشكالها، فليعتبر تركيب جسده‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست