و أما حركات أعضاء أبدان سائر الحيوانات
فيطول شرحها لكثرة اختلافها و صورها و أشكال أعضائها، و قد ذكرنا طرفا منها في
رسالة الحيوانات على لسان رسول النحل عند ملك الجن في الخطاب. فأما حركات الصّنّاع
و أصحاب الحرف في صنائعهم و أعمالهم فقد ذكرنا طرفا منها في رسالة الصنائع
العملية.
فأما حركات الحواسّ الخمس عند إدراكها محسوساتها فقد ذكرنا طرفا منها
في رسالة الحاسّ و المحسوس. و أما حركات عصبات مقدّم الدماغ و وسطه و مؤخّرة فقد
ذكرناها في رسالة الآراء و المذاهب و الديانات. و أما حركات النبات فقد بيّنّا
طرفا منها في رسالة النبات. و أما حركات الجواهر المعدنية ففي رسالة أخرى. و أما
حركات الجو و الهواء ففي رسالة الآثار العلويّة.
و أما حركات الأركان الأربعة فقد بيّنّاها في رسالة الكون و الفساد.
و أما حركات الأفلاك و الكواكب ففي رسالة السماء و العالم. و أما حركات الأصوات
ففي رسالة الموسيقى. و حركات الآلام و اللذات في رسالة أخرى، فقد ذكرنا في كل
رسالة ما يليق بحسبه و إنما طوّلنا ذكر الحركات و زدنا في شرحها لأنها هي حياة
العالم، و ذلك أن حياة كل شيء من نبت و حيوان بالماء، و حياة الماء بالحركة، و
حياة الأبدان بالنفس، و حياة النفس بالفكر و الجولان و الخواطر، كما ذكرنا طرفا
منها في رسالة الإيمان، و هي لا تهدأ، أعني النفس، لا في النوم و لا في اليقظة عن
الحركات و الجولان.