responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 328

و الشتاء و الصيف الموجودات في الأوقات في بلدان شتى، يتعاقب على بقاع الأرض من كل جانب، و النبات و الحيوان و المعادن في الكون و الفساد متصل لا ينقطع، و السّفاد و النّكاح و التّوالد و الحسّ و الحركة و النوم و اليقظة و الموت و الحياة متّصلة في الخليقة! و ما في الأرض موضع شبر إلّا و هناك معدن أو نبات أو حيوان، قلّ أم كثر، صغر أم كبر، مختلف الأجناس و الأنواع و الأشخاص و الأشكال و الصّور و الطباع و المزاج و الأخلاق و الألوان و الأصوات، لا يعلم أحد كنهها و كثرتها و تفصيلها إلّا اللّه تعالى الذي خلقها و صوّرها و دبّرها كما شاء و كيف شاء، فتبارك اللّه رب العالمين! و إذا تأملت يا أخي و اعتبرت ما وصفنا من أحوال الحركات و المتحرّكات التي في العالم، علمت و تبيّن لك أن حكم العالم بجميع أجزائه و مجاري أموره، تجري مجرى مدينة واحدة، أو حيوان واحد، أو إنسان واحد، لا ينفكّ من الحركة و السكون، إما بكلّيته أو بجزئيّته.

و قد بيّنّا، في رسالة ماهيّة الطبيعة، و رسالة السماء و العالم، أن سبب حركات الأركان و مولّداتها هو حركات الكواكب، و سبب حركات الكواكب دوران الأفلاك، و المحرّك و المدبّر للأفلاك هي النفس الكليّة الفلكيّة، فإن النفس الكليّة الفلكية هي ملك من الملائكة المقرّبين و جنوده و أعوانه، و هو الذي أشير إليه بقوله تعالى: «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ» و قال تعالى: «ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ.» و هذا الملك و كلّه اللّه تعالى بإدارة الأفلاك، و حركات الكواكب، و ما تحت فلك القمر، من سائر الأركان و مولّداتها من المعادن و النبات و الحيوان أجمع. و هذا الملك هو أكبر من الفلك، و أقوى منه، و أعظم، و أقدم، و أشرف، و أجلّ و أعلى من سائر الخلائق الجسمانيين. و هو يقدر على تسكين الأفلاك و الكواكب كما يقدر على تحريكها، لأن‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست