و منها حركات حوادث الجو و السّحاب و
الغيوم، و منها حركات مياه البحار و الأنهار و الأمطار، و منها حركات ما يحدث في
بواطن الأرض من الزلازل و الخسوف، و منها حركات الكائنات من الجواهر المعدنية في
باطن الأرض، و منها حركات النبات و الأشجار على وجه الأرض، و منها حركات الحيوانات
في الجهات الست من البحر و البر و الهواء. و أما جهات الحركات فمختلفة جدّا، كثيرة
الضروب و الصّور، و لكن لا تخلو كلها إما أن تكون من مركز العالم نحو المحيط، أو
من المحيط نحو المركز، أو حول المركز، أو مواربة[1]
بين ذلك.
فصل في تفصيل ذلك
فنقول: أما حركات الأفلاك التسعة فكلها حول الأرض، لأنها مركزها، و
الأرض مركز العالم بأسره. و هكذا أيضا حركات الكواكب الثابتة، حول مركز العالم. و
أما حركات الكواكب السيّارة السبعة فحول مركز أفلاكها المستديرة. و أما حركات
الأفلاك فحول مراكز أفلاك أخر تسمّى الأفلاك الحاملة، و حركات تلك الأفلاك حول
مركز الأفلاك الخارجة المركز من مركز الأرض، كما بيّن ذلك في المجسطي ببراهين
هندسية ضرورية بشرح طويل.
و أما الحركات التي ترى في الكواكب السيارة، على توالي فلك البروج، و
بالميل، و العرض، و الرّجوع، و الاستقامة، و ما شاكلها، فقد بيّنا حقيقتها في
رسالة السماء و العالم بمثالات ذكرناها. و أما شرحها فتجده في المجسطي. و أما
كميّة تلك الحركات فتسع و أربعون حركة للسيّارة، لكل