responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 312

مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى‌ ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ» و صار دعاؤهم مستجابا لأنهم لا يسألونه إلّا ما يكون، و لا يكون إلّا ما قدّر في سابق العلم. فقلوبهم في راحة من التعلّق بالأسباب، و أبدانهم فارغة من تكلّف ما لا يعنى به، و نفوسهم ساكنة عن الوسواس، و هم في راحة من أنفسهم، و الناس منهم في راحة و أمان، لا يريدون لأحد سوءا، و لا يضمرون شرّا لأحد من الخلق، عدوّا كان أو صديقا، مخالفا كان أو موافقا.

و هذه أيضا حكاية أخرى. فهذه محاورات جرت بين رجلين، أحدهما من أولياء اللّه تعالى و عباده الصالحين الذين نجّاهم اللّه من نار جهنم و أعتقهم من أسرها، و أخلص نفوسهم من عداوة أهلها، و أراح قلوبهم من ألم المعذّبين فيها.

و الآخر من الهالكين المعذّبين فيها بألوان العذاب، المحرقة قلوبهم بحرارة عداوة أهلها، المتألمّة نفوسهم بعقوباتها. قال الناجي للهالك: كيف أصبحت يا فلان؟

قال: أصبحت في نعمة من اللّه، طالبا للزيادة، راغبا فيها، حريصا على جمعها، ناصرا لدين اللّه، معاديا لأعداء اللّه، محاربا لهم.

قال الناجي: و من أعداء اللّه هؤلاء؟

قال: كلّ من خالفني في مذهبي و اعتقادي.

قال: و إن كان من أهل لا إله إلّا اللّه؟

قال: نعم.

قال: إن ظفرت بهم ما ذا تفعل بهم؟

قال له: أدعوهم إلى مذهبي و اعتقادي و رأيي.

قال: فإن لم يقبلوا منك؟

قال: أقاتلهم، و أستحلّ دماءهم و أموالهم، و أسبي ذراريهم.

قال: فإن لم تقدر عليهم ما ذا تفعل؟

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست