الرسالة السابعة من النفسانيات العقليات
في البعث و القيامة (و هي الرسالة الثامنة و الثلاثون من رسائل إخوان الصفاء)
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
اعلم أيها الأخ أنّا قد فرغنا من بيان ماهيّة العشق و محبّة النفوس،
ما هو أشرف و أحسن و أكمل و أجمل و أتمّ و أدوم منها، و نريد الآن أن نذكر في هذه
الرسالة ماهيّة البعث و القيامة، و كيفية المعراج، فنقول:
اعلم، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أن العلوم كثيرة و كلّها شريفة،
و في معرفتها عزّة، و في طلبها نجاة من الهلكة، و نيلها حياة للنفوس و راحة
للقلوب، و تعلّمها هدى و رشد و خروج من ظلمات الجهالة، و صلاح في الدين و الدنيا
جميعا. و لكن بعض العلوم أشرف من بعض، و أهلها يتفاضلون:
و ذلك أن أفضل العلماء هم أهل الدين و الورع الذين هم من أمر الآخرة
على يقين و بصيرة لا على تقليد و رواية.
و اعلم يا أحي، أيّدك اللّه و إيانا بروح منه، أن معرفة حقيقة
الآخرة، و العلم بالمعاد محجوب عن إبليس و ذرّيته المنكرين لما غاب عن رؤية
الأبصار،