responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 285

الملائكة، و تشتاق إلى الترقّي إلى ملكوت السماء، و السيحان في سعة فضاء الأفلاك، و لكن لا يمكن إلا بعد فراق الجسد، على شرائط محدودة، كما ذكرنا في رسالة البعث و القيامة.

و اعلم أن نفوس الحكماء تجتهد في أفعالها، و معارفها، و أخلاقها، في التشبّه بالنفس الكلية الفلكية، و تتمنى اللّحوق بها. و النفس الكلية أيضا كذلك، فإنها تتشبه بالباري في إدارتها الأفلاك، و تحريكها الكواكب، و تكوينها الكائنات، كلّ ذلك طاعة لباريها، و تعبّدا له، و اشتياقا إليه.

و من أجل هذا قالت الحكماء: إن اللّه هو المعشوق الأول، و الفلك إنما يدور شوقا إليه، و محبة للبقاء و الدوام المديد على أتم الحالات، و أكمل الغايات، و أفضل النهايات.

ثم اعلم أن الباعث للنفس الكلية، على إدارة الفلك، و تسيير الكواكب، هو الاشتياق منها إلى إظهار تلك المحاسن و الفضائل و الملاذّ و السرور التي في عالم الأرواح التي تقصر ألسن الوصف عنها إلّا مختصرا كما قال تعالى: «فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ».

ثم اعلم أن تلك المحاسن و الفضائل و الخيرات كلّها إنما هي من فيض اللّه، و إشراق نوره على العقل الكلّيّ، و من العقل الكلّي على النفس الكليّة، و من النفس الكليّة على الهيولى. و هي الصورة التي تري الأنفس الجزئية في عالم الأجسام، على ظواهر الأشخاص و الأجرام التي من محيط الفلك إلى منتهى مركز الأرض.

ثم اعلم أن مثل سريان تلك الأنوار و المحاسن، من أولها إلى آخرها، كمثل سريان النور و الضياء الذي في ليلة البدر منبعثا من جرم جوهر القمر على الهواء؛ و الذي على جرم القمر من الشّمس؛ و الذي على جرم الشمس و الكواكب جميعا، من إشراق النفس الكلّية؛ و الذي على النفس الكليّة من العقل الكلّي؛ و الذي على العقل الكلّي من فيض الباري و إشراقه، كما قال‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست