responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 277

الموجودات لما كان بعضها عللا و بعضها معلولات، و منها أوائل و منها ثوان، جعلت في جبلة المعلولات نزوعا نحو علّاتها، و اشتياقا إليها، و جعلت أيضا في جبلة علّاتها رأفة و رحمة و تحنّنا على معلولاتها، كما يوجد ذلك في الآباء و الأمّهات على الأولاد، و من الكبار على الصغار، و الأقوياء على الضعفاء، لشدة حاجة الضعفاء إلى معاونة الأقوياء، و الصغار إلى الكبار، كما أجاب رئيس قريش و حكيمها لما سأله كسرى: أيّ أولادك أحبّ إليك؟ فقال:

صغيرهم حتى يكبر، و عليهم حتى يبرأ، و غائبهم حتى يرجع.

فصل‌

ثم اعلم أن الأطفال و الصبيان، إذا استغنوا عن تربية الآباء و الأمّهات، فهم بعد محتاجون إلى تعليم الأستاذين لهم العلوم و الصنائع ليبلغوا بهم إلى التمام و الكمال، فمن أجل هذا يوجد في الرجال البالغين رغبة في الصبيان و محبة للغلمان، ليكون ذلك داعيا لهم إلى تأديبهم و تهذيبهم، و تكميلهم، للبلوغ إلى الغايات المقصودة بهم، و هذا موجود في جبلة أكثر الأمم التي لها شغف في تعلّم العلم، و الصنائع، و الأدب، و الرياضات، مثل أهل فارس، و أهل العراق، و أهل الشام، و الروم و غيرها من الأمم. و أما الأمم التي لا تتعاطى العلوم و الصنائع و الأدب، مثل الأكراد و الأعراب و الزّنج و الترك، فإنه قلّ ما يوجد فيهم، و لا في طباعهم الرّغبة في نكاح الغلمان و عشق المردان.

و أما محبة النساء للرجال و عشقها فإن ذلك في طباع أكثر الحيوانات التي لها سفاد. و إنما جعلت تلك في طبائعها لكيما يدعوها إلى الاجتماع و السّفاد، ليكون منها النّتاج. و الغرض منها بقاء النسل، و حفظ الصورة في الهيولى‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست