على سطح الأرض من ربع إلى ربع؛ و أن تصير
مواضع البراري بحارا و مواضع البحار جبالا، كما بيّنّا في رسالة المعادن كيفية
ذلك. و إذ قد فرغنا من ذكر حوادث الأدوار، فنريد أن نذكر طرفا من القرانات و
ألوفها.
فصل
فنقول: اعلم أن الكائنات التي يستدلّ عليها المنجمون سبعة أنواع:
فمنها الملل و الدّول اللتان يستدلّ عليهما من القرانات الكبار التي تكون في كل
ألف سنة بالتقريب مرة واحدة. و منها تنقّل المملكة من أمة إلى أمة، أو من بلد إلى
بلد، أو من أهل بيت إلى أهل بيت آخر، و هي التي تكون و يستدلّ على حدوثها من
القرانات التي تكون في كل مائتين و أربعين سنة مرة واحدة.
و منها تبدّل الأشخاص على سرير الملك، و ما يحدث بأسباب ذلك من
الحروب و الفتن التي يستدلّ عليها من القرانات التي تكون في كل عشرين سنة مرة
واحدة. و منها الحوادث الكائنات التي تحدث في كل سنة، من الغلاء و الرخص، و الخصب
و الجدب، و الوباء و الموت، و القحط، و الأمراض و العلل، و الحدثان، و السلامة. و
منها يستدلّ على حدوثها من تحاويل سني العالم التي عليها تؤرّخ التقاويم. و منها
حوادث الأيام شهرا بشهر، و يوما بيوم، التي يستدلّ عليها من أوقات الاجتماعات و
الاستقبالات التي تؤرّخ في التقاويم. و منها أحكام المواليد لواحد واحد من الناس
في تحاويل سنيهم، من حيث ما يوجب لهم تشكيل الفلك و مواضع الكواكب في أصول
مواليدهم و تحاويل سنيهم. و منها الاستدلال على الخفيات من الأمور الجزئيّة
كالخبء و السرقة و استخراج الضمير، و المسائل التي يستدلّ عليها من طالع وقت
المسألة و السؤال عنها.