responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 254

ذكر اللّه تعالى: «وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ». و هي التي بها يكون الليل و النهار في هذا العالم الذي نحن فيه.

و من الحوادث الكائنة التي لا تخفى على أحد من العقلاء، من هذه الحركة، نوم أكثر الحيوان بالليل، و يقظتها بالنهار، و ذلك أنه إذا طلعت الشمس مع دوران الفلك على جانب الأرض، أضاء الهواء بنورها، و أشرق وجه الأرض بضيائها، فانتبهت أكثر الحيوانات من نومها، و تحركت بعد سكونها، و ترنمت بعد عجمتها و هدوئها، و انتشرت في طلب معايشها، و تصرفت في مذاهبها. و تفتحت أيضا أكثر أكمام النبات، و فاح نسيم روائحها. و ذهب الناس في مطالبهم، و سعوا في حوائجهم. و إذا غابت الشمس أظلم الهواء أو اسودّ الجو، و امتلأ وجه الأرض من الظلام، و استوحش أكثر الحيوانات، و تراجعت عن متصرفاتها إلى أوطانها و أماكنها. و انصرف الناس عن أسواقهم إلى منازلهم، و عن مواضع أعمالهم إلى بيوتهم، و وقع عليهم النوم و النعاس و الكسل بعد الانتشار و النشاط في الأعمال، و السكون بعد الحركة، و الهدوء بعد الجلبة. فإذا تأمل المتفكر في حال هذا العالم بالنهار، رآه كأنه حيوان منتبه متحرّك حسّاس. و إذا تأمله بالليل، رآه كأنه نائم أو ميت أو جامد من السكون و الهدوء.

ثم اعلم أنه ما دامت هذه الحركة محفوظة في الفلك، فهذه الحالة موجودة في الحيوان؛ فإذا سكنت تلك الحركة، بطل ذلك النظام و الترتيب. و هذه الحركة من أعظم نعم اللّه تعالى على خلقه كما ذكر تعالى: «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى‌ يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَ فَلا تَسْمَعُونَ». «قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَ فَلا تُبْصِرُونَ».

و من الحوادث الكائنة عن هذه الحركة في هذه المدة كون بعض النباتات الناقصة كخضراء الدّمن، فإنها تصبح بالغدوات ريّانة من نداوة الليل و طيب‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست