responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 220

و كما أن يوم الحكم يقعد القضاة و يحضرون العدول و يدعى الشهود، و يحشرون هم و الخصوم، و تخرج الصكوك، و يفصل الحكم، فهكذا يوم عرض الحبوس يخرج الوالي و يحضر الأعوان، و يخرجون المحبوسين، و تتبيّن براءة قوم منهم فيطلقون، و قوم تقام عليهم الحدود و يخلّون، و قوم يخلّدون في الحبس إلى يوم الفصل الثاني، و هكذا يوم عرض النفوس، يخرج الوالي و يخرج الدواوين، و يحضر الكتاب، و يدعو المنيبين للعرض، و تعطى أرزاق المستحقين، و يزاد قوم و قوم ينقصون، و يثبت قوم و قوم يسقطون. و هكذا يجري حكم النفس الكلية في الأنفس الجزئية يوم الدين، لأن اللّه تعالى جعل أحكام الدنيا و مجاري أمورها أمثلة، و أشار بها إلى أحوال القيامة و مجاري أمورها، فاعتبروا يا أولي الأبصار و تيقنوا يا أولي الألباب: «ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ.» و إنما ذكر اللّه الميزان و الوزن و العدد يوم الحساب، لأن النّصفة[1] بين الناس لا تتبين لهم إلّا بالكيل و الوزن و العدد و الذّرع، و هذه كلها كالموازين تعرف بها مقادير الأشياء فمن أجل هذا قال: «وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ.» و لم يقل: «و نضع الميزان.» فإن توهم متوهم أن الذي وعده النبي، صلى اللّه عليه و سلم، الناس يوم القيامة من وزن الأعمال من الخير و الشر، و هذه أعراض لا تثبت و تتبين، فكيف يكون وزنها، فليعلم أن الوزن إنما يحتاج إليه ليعلم مقدار الشي‌ء ليقابل بمثله، أو يزاد عليه أو ينقص منه، و هذا المعنى شائع في الأعراض، جار فيها مثل العروض الذي هو ميزان الشعر الذي به يعرف استواؤه و زائده و ناقصه، و الشعر عرض من الأعراض، و مثل البنكان و الأصطرلاب و أمثالها من الآلات يعرف بها مقادير الزمان من الزيادة و النقصان و الاستواء، و الزمان عرض من الأعراض. و مثل الذراع الذي يعرف‌


[1] -النصفة: العدل.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست