responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 215

حكم العالم في جميع موجوداته كمجرى حكم شريعة واحدة فيها مفروضات كثيرة، و لتلك المفروضات سنن مختلفة، و لتلك السّنن أحكام متباينة، و لتلك الأحكام حدود متغايرة يجمعها كلّها دين واحد لأهله مذاهب مختلفة، و لكل أهل مذهب مقالات متغايرة، و تحت كل قالة أقاويل كثيرة مفنّنة. و من وجه آخر حكم العالم و مجاري أموره من فنون تركيب أفلاكه، و اختلاف حركات كواكبه، و استحالة بعض أركانه إلى بعض، و تولّد اختلاف الكائنات المختلفة الأشكال و افتنان أجناس نباته و فنون جواهر معدنه، و سريان قوى النفس الكلية في هذه الأجسام، و تحريكها إياها، و تدبيرها لها و بها و منها، كمجرى حكم دكّان لصانع واحد، و له فيه أدوات و آلات مختلفة الصور، و له بها و منها أفعال و حركات مفنّنة، و مصنوعاتها مختلفات الصور و الأشكال و الهيئات، و قوة نفسه سارية فيها كلّها، و حكمه جار عليها بحسب ما يليق بواحد واحد منها. و من وجه آخر مجاري أحكام الموجودات الجسمانية في العالم، مع اختلاف صورها و أعراضها و منافعها للنفس الكلية، كمجرى حكم دار فيها بيوت و خزائن، و في تلك الخزائن آلات و أوان و أثاث لرب الدار، و له فيها أهل و خدم و غلمان، و حكمه جار فيها و فيهم جميعا، و تدبيره لهم منتظم على أتقن ما تقتضيه السياسة الربّانية و العناية الإلهية. و من وجه آخر حكم العالم الذي هو إنسان كبير، و مجاري أموره في الأجسام الكليات و البسائط و الموّلدات و المركّبات الجزئيات و ارتباط بعضها ببعض، و إحاطة بعضها ببعض من تركيب أفلاكه و نظام كواكبه، و مقادير أجرامها، و ترتيب أركانه و استحالاتها، و قرار معادنه و اختلاف جواهرها، و أنواع نباته و ثبات أصولها، و حركات حيوانه و تصرّفها لمعايشها، و سريان قوى النفس الكلية من أولها إلى آخرها، كحكم مدينة حولها أسوار، و في داخلها محال و خانات و نواح، فيها شوارع و طرقات و أسواق، في خلالها منازل و دور، فيها بيوت و خزائن، فيها أموال‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست