responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 183

فصل‌

إنه ينبغي لمن يريد النظر في مبادئ الموجودات، ليعرفها على حقائقها، أن يقدّم أولا النظر في مبادئ الأمور المحسوسة، ليروض بها عقله، و يقوّي بها فهمه على النظر في مبادئ الأمور المعقولة، لأن معرفة الأمور المحسوسة أقرب من فهم المبتدئين و أسهل على المتعلمين، فنقول:

إن الجسم أحد الموجودات المحسوسة، و هو جوهر مركّب من جوهرين بسيطين معقولين: أحدهما يقال له الهيولى، و الآخر يقال له الصورة.

فالهيولى هو جوهر قابل للصورة، و الصورة هي التي بها الشي‌ء ما هو. مثال ذلك: الحديد هيولى لكل ما يعمل منه كالسكين و السيف و المنشار و غير ذلك. فالسكين إنما هي اسم للصورة، و كذلك السيف و الفأس، لأن الحديد في كلّها واحد، و الصورة مختلفة، و اختلاف الأسماء بحسب اختلاف الصور.

و كذلك أيضا الخشب فإنه هيولى لكل ما يعمل منه كالباب و السرير و الكرسي.

و ليس كل هيولى تقبل كلّ صورة، لأن الخشب لا يقبل صورة القميص، و لا الشّقّة تقبل صورة الكرسي، و لا الهيولى تقبل أي صورة تقدمت، لأن القطن لا يقبل صورة الشّقّة، و لا الغزل يقبل صورة القميص. لكن القطن أوّل ما يقبل صورة الغزل، و بتوسّط صورة الغزل، يقبل صورة الشّقّة، ثم صورة القميص. و هكذا الطعام أوّل ما يقبل صورة الدقيق، ثم صورة العجين، ثم صورة الخبز.

و على هذا المثال يكون قبول الهيولى للصور المختلفة: الأول فالأول على الترتيب. و ذلك أن الهيولى الأولى أوّل ما قبلت صورة الجسم الذي هو الطول و العرض و العمق، ثم بتوسط الجسم تقبل سائر الصور من التدوير و التثليث و التربيع و ما شاكل ذلك. و الهيولى يقال على أربع جهات،

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست