الرسالة الأولى من النفسانيات العقليات في مبادئ الموجودات العقلية
على رأي الفيثاغوريين (و هي الرسالة الثانية و الثلاثون من رسائل إخوان الصفاء)
بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى،
آللّه خير أمّا يشركون؟
فصل
اعلم، أيها الأخ، أنّا قد فرغنا من بيان علل اختلاف اللغات و الكلام
و الأصوات، و رسوم الخطوط و الكتابات، و كيفية مبادئ المذاهب و الاعتقادات و
الآراء و الديانات، و ختمنا الكلام في الطبيعيّات عند ختمنا تلك الرسالة. و نريد
الآن أن نشرع في القسمة الثالثة من النّفسانيات العقليّات حسبما وعدنا في صدر
كتابنا، و نذكر فيها ما يتعلق بتلك الرسائل على التوالي، منها هذه الرسالة الأولى
في مبادئ الموجودات. فنقول على رأي فيثاغورس الحكيم الذي هو أول من تكلم في علم
العدد و طبيعته، قال:
إن طبيعة الموجودات بحسب طبيعة العدد، فمن عرف العدد و أحكامه و
طبيعته و أجناسه و أنواعه و خواصه، أمكنه أن يعرف كمّيّة أجناس الموجودات