responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 175

عدلك شاملا لهم. و الرابعة أن لا تجور عليهم. و الخامسة أن لا تسوّي بين علمائهم و جهّالهم في العطية و المنزلة. و السادسة أن تولّي عليهم من قبلك الأخيار و الأحرار، و إياك أن تولي عليهم العبيد و السّوقة و أولاد الزّنى. ثم اعلم أن أعمال ولاتك إليك منسوبة، إن عدلوا قيل: عدل السلطان؛ و إن جاروا قيل: جار السلطان. و السابعة أن لا تستعمل من أصحاب الرأي و المشورة من هو مخالف لك في دينك، فإنه لا ينصحك، و إن نصحك في أول مرة، غشّك في أخرى. و الثامنة أن يكون و زيرك أرفع أهل زمانك درجة في الدين و الدنيا جميعا، و يكون من الأخيار، فقد قيل: إن من لا أصل له فلا فرع له، و من لا فرع له لا ثمرة له، و كل شجرة لا ثمرة لها، فالنار أولى بها. و التاسعة إنصاف المظلوم من الظالم و منع القوي من التعدي على الضعيف. و العاشرة ردّ الحق إلى أهله و الانتصار لهم.

فإذا كملت لك هذه الخصال الثلاثون، رجوت لك كمال الأمور في الدين و الدنيا و الملك و السلطان، و استوجبت أن تكون ملكا عادلا، فتنال بذلك الحظوة من اللّه تعالى و حسن العاقبة في المعاد و المنقلب إليه.

فتأمل، أيها الأخ، هذه الوصية، و تدبّرها و انظر شفقة هذا الملك العادل على ولده كيف رضي له ما كان يرضى لنفسه، فهكذا يجب على الحكيم أن يوصي تلامذته، و على النبي أن ينصح أمته و من يخلفه فيهم لمقامه و خلافته من بعده. و كان مما أوصى هذا الملك رعيّته ما يأتي ذكره في هذا الفصل.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست