و لما كانت اللغة العربية و الكتابة بحروفها
التامة يحتاج إليها في قراءة كتاب اللّه تعالى الذي ختم بنزوله كتب الأنبياء،
:، و ذكر فيه ما كان و ما يكون إلى يوم الوقت المعلوم، فإنه لا يجب أن
يكتب إلّا بأحسن الخطوط و أقومها و أتمّها و أكملها، و لا يجب أن يكتب بالخطوط
الناقصة التي ليست بموزونة و لا معتدلة، لئلا يتصحّف على قارئه و يكثر الخطأ و
اللحن و الزلل فيه عند القراءة.
قال المحرر الحاذق المهندس المستبصر في تصحيح كتابة العربية: ينبغي
لمن يريد أن يكون جيّد الخط، صحيح الكتابة، أن يجعل له أصلا يبني عليه خطوطه. و
مثال ذلك أن يبتدئ فيخطّ الألف بأي قدر شاء، و يجعل غلظه مناسبا لطوله و هو
الثّمن، و يجعل طوله قطر دائرة ما، ثم يبني سائر الحروف مناسبا لطول الألف، و يلحظ
تلك الدائرة التي الألف مناسب لقطرها، فيجعل الباء و أختيها، كلّ واحدة طولا ما، و
لطول الألف و رءوسها إلى فوق ثمن طولها مثل هذا (ا ب ت ث).
و يجعل الجيم و اختيها، كل واحدة مدّتها من فوق نصف الألف، و تقويسها
إلى أسفل نصف محيط الدائرة التي الألف مناسب لقطرها مثل هذا (ج ح خ).
ثم يجعل الدال و الذال كلّ واحدة منهما ربع محيط الدائرة مقوّسا مثل
هذا (د ذ).
ثم يجعل الراء و الزاي كلّ واحدة ربع تقويس الدائرة مثل هذا (ر ز).
ثم يجعل السين و الشين رأس كلّ واحد إلى فوق ثمن الألف، و مدّتها إلى
أسفل نصف محيط الدائرة المقدّم ذكرها مثل هذا (س ش).
و يجعل الصاد و الضاد طول كل واحد إلى فوق ثمن الألف، و مدّتها إلى
أسفل نصف محيط الدائرة المقدّم ذكرها مثل هذا (ص ض).
و يجعل الطاء و الظاء كلّ واحدة مدّتها إلى فوق بطول الألف، و فتحتها