responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 142

السلام، و هي التي يستعملها أهل الهند على هذه الصفة (987654321).

و قد كان بهذه الحروف يعرف أسماء الأشياء كلها و صفاتها على ما هي عليه و به موجودة من أشكالها و هيأتها. و لم يزل كذلك إلى أن كثر أولاده و تكلم بالسريانية، و تشكّل الفلك بشكل أوجب التغير و الاستحالة بعد مضيّ آدم، 7، و لم يكن يكتب في زمانه كتابات أو يخطّ بقلم، و إنما كان تلقين بألفاظ و كلام يحفظ لقلة العدد، و لأنه ما كان في الأرض من العالم الإنساني أكثر من بيت واحد، و الكلام بينهم فيما يحتاجون إليه فقط، و لم يكن لهم حديث في ما مضى، و لا حاجة بهم إليه، و لا بقية من آثار من كان قبلهم في كتاب و لا طومار[1]. و لأن كلام الملائكة لا يكتب في الأجسام الطبيعية و إنما هيولاها الجواهر النفسانية، و كما أن الناس في هذا الوقت لا يحتاج الرجل منهم هو و أهل بيته أن يكتبوا جميع ما يحتاجون إليه، و لا أن يثبتوا جميع ما في بيوتهم من كتاب يذكرون فيه كلّ ما عندهم من مأكول و مشروب و ما ينتفع به، و إنما حاجتهم إلى علم أسماء ذلك، فهم يعلّمون ذلك أولادهم حتى يعرفوه و ينشئوا عليه بأي لفظ كان.

ثم ذهب السلف و بقي الخلف، و تفرقوا في الأقاليم و تقطعوا في الأرض و ذهبوا في الأطراف، فأوجبت الحكمة الإلهية و العناية الرّبّانيّة تقييد تلك الأسماء و الألفاظ و الحروف بصناعة الكتابة، و لو لا ذلك لبعد من الخلف ما كان يستعمل السلف من التي كانت حاجتهم إليها. و لما كان اللسان يحيل بينهم و بين ما يحتاجون إليه من ذلك بالكذب، و كانوا لا يعلمون أخبار من كان معهم في الأرض إذا غابوا عنهم بالمكان، لأن الرسول لا يمكنه حفظ جميع ما في قلب مرسله؛ فلما كان ذلك كذلك، أظهر اللّه تعالى صناعة الكتابة،


[1] -الطومار: الصحيفة.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست