responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 140

الطباع و اتفاقات في المواليد. و الأصوات الحسان المعتدلة تستلذها مسامع الحيوان و تأنس بها الأرواح و تسكن إليها النفوس. و الأصوات الخارجة عن الاعتدال عند الحيوانات كلها بالعكس من ذلك. و كل جنس من أجناس الحيوان فإنما يأنس و يسرّ بما كان من نغمات جنسه و يجتمع به و يألفه بحسب ما جرت عادته و ألفت طباعه، و ينفر من صوت آخر يكون من جنس غيره و لم تجر عادته بسماعه و لا ألفته. و كذلك جميع الأمم من أصناف الناس.

و إذ قد فرغنا من ذكر اختلاف الأصوات و بيانها و صفاتها و حركاتها و المنفصل منها و المتصل، و الفرق بين أصوات الحيوان و كلام الإنسان، و أصوات الأشجار و المعادن و كيفيّة أصواتها و مصوّتاتها، و ما يكون منها بالقصد الأول و غير القصد، و أصوات النار و الهواء و الماء و الحركات الصغار و الكبار، الخفيف و الجهير، و طبائعها و مضارّها و منافعها، و كيفية حمل الهواء لها و قبول الحاسة السامعة لها، و كيفية اختصاصها بها دون سائر المحسوسات، و ما بين الإنسان و الأصوات في إدراكه لها من الوسائط و المناسبات؛ و ذكر علل هذه الأشياء و معلولاتها و جواهرها و أعراضها و بدايتها في الأصول، و كونها في شكل واحد فيما علا، و وجودها في أشكال كثيرة فيما دني، و اتفاقها في الأصول، و اختلافها في الفروع، و تشكّلها بأشكال الأجسام البادية عنها، و الآلة المتخذة لها و الحاجة الداعية إليها، و المعاني الموضوعة عليها و الحقائق المضمّنة بها، و ما منها مفهوم لا يحتاج سامعه إلى من يعرفه لوضوحه و تمامه، و ما يحتاج السامع إلى من يفهمه إياه لانغلاقه و كتمانه.

و إذ قد أتينا على كثير مما يحتاج إليه في هذا الباب، فلنذكر الآن اختلاف اللغات من جهة الحروف و الكتابات، و كيف كان مبدؤها، و من أين كان منشؤها، و العلة في اختلافها و أوزانها، و انفراد كل أمة بشكل منها

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست