responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 133

الصّلبة المجوّفة كالأواني و غيرها و الطرجهارات إذا نقرت طنّت زمانا طويلا، لأن الهواء يتردد في جوفها و يصدم في حافاتها، و يتموّج في أقطارها، و ما كان منها أوسع كان صوته أعظم، لأن الهواء يتموّج فيها و يصدم في مروره مسافة بعيدة. و الحيوانات الكبيرة الرّئة، الطوال الحلاقيم، الواسعة المناخر و الأشداق تكون جهيرة الأصوات، لأنها تستنشق هواء كثيرا، و ترسله بشدة. فقد تبين بما ذكرنا أن علة عظم الصوت إنما هو بحسب عظم الجسم المصوّت و شدة صدمة الهواء، و كثرة تموّجه في الجهات. و أن أعظم الأصوات صوت الرعد، و قد بينّا علة حدوثه فيما تقدم في رسالة الآثار العلويّة. و أما أصوات الرياح و شدة حدوثها فليست شيئا سوى تموّج الهواء شرقا و غربا و جنوبا و شمالا و فوقا و تحتا. فإذا صدم بحركته و بجريانه الجبال و الحيطان و الأشجار و النبات، و تخللها، حدثت من ذلك فنون الأصوات و الدويّ و الطنين مختلفة الأنواع، كلّ ذلك بحسب كبر الأجسام المصدومة و صغرها و تجويفها لعلل يطول شرحها.

فأما أصوات المياه في جريانها و حدوثها و تصادمها بالأجسام، فإن الهواء، بلطافة جوهره و سريان عنصره، يتخللها كلها، و يكون حدوث تلك الأصوات و فنون أنواعها بحسب تلك الأسباب التي ذكرنا في أمر الرياح.

و أما أصوات الحيوانات من ذوات الرئات و اختلاف أنواعها و فنون أقسامها، فبحسب تلك الأقسام و الأسباب التي ذكرناها من أمر الرياح، و بحسب طول أعناقها و قصرها و سعة حلاقيمها و تركيب حناجرها، و شدة استنشاقها للهواء، و قوّة إرسال أنفاسها من أفواهها و مناخرها. و كل ذلك لأسباب و علل يطول شرحها.

و أما أصوات الحيوانات التي لا رئة لها كالزنابير و الجراد و الصّراصر و أشباهها، فإنها تحرّك الهواء بجناحين لهما سرعة و خفة، فتحدث من ذلك أصوات مختلفة كما يحدث من تحريك الأوتار و العيدان، و تكون فنونها

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست