responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 109

من الكلام تأدية المعنى و كل كلام لا معنى له فلا فائدة للسامع منه و المتكلم به. و كل معنى لا يمكن أن يعبّر عنه بلفظ ما في لغة ما، فلا سبيل إلى معرفته، و كل حيوان ناطق لا يحسن أن يعبّر عما في نفسه فهو كالعدم الزائل و الجماد الصامت.

فصل‌

ثم اعلم أن المعاني في الكلام كالأرواح، و ألفاظها أجساد لها، فلا سبيل إلى قيام الأرواح إلّا بالأجساد. و الكلام ضربان: مفيد و غير مفيد. و الفائدة واقعة في الإخبار من جهة المجهول، و المجهول هو المخبر عنه. و الخبر دالّ و غير دالّ. و الخبر هو كل قول جاز تصديق قائله فيه و تكذيبه لغيبته عن العيان أو لمضيّه عن الزمان و وصفه أنه مسموع من قائله، مثل مخبر أن مدينة كذا عامرة بأهلها، و أن فلانا الذي مات كان من أمره وصفته كذا، فقد جاز لمن يسمعه أن يصدّقه و أن يكذبه لغيبة ما ذكره من أمر المدينة عن العيان و غيبة المائت في الزمان.

و أيضا فإن الإخبار على ثلاثة أقسام: إمّا عن ماض من الزمان، أو عن غائب عن العيان، أو عن موجود في زمان و مكان. و امتحان ذلك بكان و يكون و كائن. فكان لزمان ماض، و يكون لزمان آت، و كائن لما هو موجود في الحال. و كل هذه الأقسام تدخلها الموجبة و السالبة و الموضوع و المحمول، و هذه أقسام الخبر. و هو أيضا غير خارج من معان ثلاثة واجب و جائز و ممتنع. فالواجب و الممتنع معروفان مستغنيان عن الدلالة على أحوالهما في الصحة و الفساد. مثال ذلك إذا سمع رجل قائلا يقول الأرض تحتي و السماء فوقي، فإنه لا يشكّ في صدقه و لا يحتاج إلى إقامة دليل على ذلك. و هذا، و إن كان كلاما مستقيما، لا يستغني عن الدليل على كذبه، فإنه ما لا يقع‌

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 3  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست