و ليس بواقف و لا راجع، و لكن دأبه الدوران،
و إنما جعل أصحاب الرّصد هذه الأسماء ألقابا له.
فصل في تفصيل الحركات الخمس و الأربعين
اعلم يا أخي أنه يعرض لكل كوكب من هذه السبعة ستّ جهات مختلفات،
إحداها من المشرق إلى المغرب، و أخرى من المغرب إلى المشرق، و أخرى من الشمال إلى
الجنوب، و أخرى من الجنوب إلى الشمال، و أخرى من فوق إلى أسفل، و أخرى من أسفل إلى
فوق. فتكون جملتها اثنتين و أربعين حركة. و يعرض للكواكب الثابتة حركتان، و للفلك
المحيط حركة واحدة، فتلك هي خمس و أربعون حركة. فأما حركتها من المشرق إلى المغرب
فهي بالقصد الأول الحقيقي، و أما سائرها فبالعرض لا بالقصد، و أما الذي يعرض من
المغرب إلى المشرق فقد بيّنّا معناه فيما تقدم، و أما الذي يعرض من فوق إلى أسفل و
من أسفل إلى فوق فهو من جهة أفلاك التداوير، و من جهة الأفلاك الخارجة عن المراكز؛
و أما التي تعرض من الشمال إلى الجنوب و من الجنوب إلى الشّمال فمن جهة ميل فلك
البروج عن فلك معدّل النهار و شرحها يطول، فمن أراد هذا العلم مستقصى، فلينظره في
كتاب المجسطي أو بعض المختصرات في تركيب الأفلاك.
فصل في بيان الظلامتين الموجودتين في العالم
اعلم يا أخي أن العالم كلّه بأسره مضيء بنور الشمس و الكواكب، و ليس
فيه إلّا ظلمتان، إحداهما ظلّ الأرض و الأخرى ظلّ القمر، و إنما صار لهذين الجسمين
الظلّ من أجل أنهما غير نيّرين و لا مشفّين. و أما النور الذي