responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 415

معلوماتها، ألقت لها ألفاظا من حروف المعجم، و جعلتها كالسّمات لتلك المعاني التي في ذاتها، و عبّرت عنها للقوة السامعة من الحاضرين.

و لما كانت الأصوات لا تمكث في الهواء إلّا ريثما تأخذ المسامع حظّها، ثم تضمحل، احتالت الحكمة الإلهية أن قيّدت معاني تلك الألفاظ بصناعة الكتابة. ثم إن من شأن القوة الصانعة أن تصوغ لها من الخطوط الأشكال بالأقلام، و تودعها وجوه الألواح و بطون الطوامير، ليبقى العلم مفيدا فائدة من الماضين للغابرين، و أثرا من الأولين للآخرين، و خطابا من الحاضرين للغائبين. و هذه من جسيم نعم اللّه، عز و جل، على الإنسان كما ذكر، جل ثناؤه، فقال:

«اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ».

فصل في العلة التي من أجلها صار علم الانسان بالمعلومات من ثلاثة طرق‌

فنقول: إنه لما كان الإنسان من جملة مجموعة بدن جسماني و نفس روحانية، صار بنفسه الروحانية يدرك العلم، كما أنه بجسده الجسماني يعلم الصانع.

و لما كانت النفس في الرتبة الوسطى من الموجودات، كما بيّنا في رسالة المبادي، و ذلك أن من الأشياء ما هو أعلى و أشرف من جوهر النفس كالباري تعالى و العقل و الصور المجرّدة من الهيولى الذين هم ملائكة اللّه المقربون.

و منها ما هو أدون من جوهر النفس كالهيولى و الطبيعة و الأجسام أجمع، فصارت معرفة النفس بالأشياء التي دونها في الشرف بطريق الحواس التي هي المباشرة و المماسّة و المخالطة و الإحاطة.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست