responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 158

و الثمر، و أمسكته هناك بالماسكة. ثم إن القوة الهاضمة تطبخها مرة رابعة، و تنضجها و تلطّفها و تميّزها و تصيّر الغليظ منها و الكثيف منها مادّة لجرم القشور و النّوى، و تزيد فيها طولا و عرضا و عمقا، و تصيّر اللطيف الصافي منها مادّة للفّ الحبّ و الثمر، و هو الدقيق و الدّهن و الشّيرج‌[1] و الدّبس و اللون و الطعم و الرائحة، مختلفة طباعها و منافعها و مضارّها و أمزجتها في درجاتها. و لما هي مذكورة في كتب الطّب و كتب الأغذية و الحشائش بشرحها، تركنا ذكرها مخافة التطويل. فهذه الأفعال التي ذكرناها كلّها أفعال النفس النباتية الخادمة للنفس الحيوانية، المتوسّطة بينها و بين الأركان الأربعة، تتناول بعروقها عصاراتها نيّا فجّا، ثم تصفّيها و تطبخها و تناولها الحيوان غذاء لطيفا صافيا لذيذا هنيئا مريئا، كلّ ذلك لطف من اللّه، جلّ ثناؤه، بخلقه، و شفقة عليهم و رحمة لهم و رفق بهم، فله الحمد و الثناء و الشكر و الدعاء، و منه الفضل و النّعماء و الآلاء و الإحسان في الآخرة.

و اعلم يا أخي أن النباتات هي كل جسم يخرج من الأرض و يتغذى و ينمو، فمنها ما هي أشجار تغرس قضبانها أو عروقها، و منها ما هي زروع تبذر حبوبها أو بذورها أو قضبانها. و منها ما هي أجزاء تتكون من أجزاء الأركان إذا اختطلت و امتزجت كالكلإ و الحشائش. فهذه الثلاثة الأجناس يتنوّع كلّ واحد منها أنواعا كثيرة من جهات عدّة و صفات مختلفة، نحتاج أن نذكر منها طرفا، و نشرحها ليكون قياسا على باقيها، و دليلا من القليل على الكثير. و نبدأ أولا بذكر الأشجار فنقول:

إن الشجر هو كل نبت يقوم على ساقة منتصبا أصله، مرتفعا في الهواء، و يدور عليه الحول لا يجفّ. و أما النجم فهو كل نبت لا يقوم أصله على ساقه مرتفعا في الهواء، بل يمتد على وجه الأرض، أو يتعلّق بالشجر و يرتقي‌


[1] -الشيرج: دهن السمسم( السيرج).

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 2  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست