و اعلم يا أخي، أيدك اللّه و إيانا بروح
منه، بأن معنى الضرب هو تضعيف أحد العددين بقدر ما في الآخر من الآحاد، مثال ذلك
إذا قيل: كم ثلاثة في أربعة؟ فمعناه كم جملة ثلاثة أربع مرات؟
و اعلم يا أخي بأن العدد نوعان صحيح و كسور كما بيّنّا قبل، فصار
ايضا ضرب العدد بعضها في بعض نوعين: مفرد و مركّب؛ فالمفرد ثلاثة أنواع:
الصحيح في الصحيح مثل اثنين في ثلاثة، و ثلاثة في أربعة، و ما شاكله؛
و منها الكسور في الكسور، مثل نصف في ثلث، و ثلث في ربع و ما شاكله. و منها الصحيح
في الكسور، مثل اثنين في ثلث، او ثلث في أربعة و ما شاكله. و أمّا المركّب فهو
أيضا ثلاثة أنواع، فمنها الكسور و الصحيح في الصحيح، مثل اثنين و ثلث في خمسة و ما
شاكلها. و منها الصحيح و الكسور في الصحيح و الكسور، مثل اثنين و ثلث في ثلاثة و
ربع و ما شاكلها. و منها الصحيح و الكسور في الكسور، مثل اثنين و ثلث في سبع.
فصل في العدد الصحيح
و اعلم يا أخي بأن ضرب العدد الصحيح على أربعة أنواع و جملتها عشرة
أبواب و هي: آحاد و عشرات و مئات و ألوف. فالآحاد في الآحاد، واحدها واحد، و
عشرتها عشرة، و الآحاد في العشرات، واحدها عشرة، و عشرتها مائة؛ و الآحاد في
المئات، واحدها مائة، و عشرتها ألف؛ و الآحاد في الألوف، واحدها ألف، و عشرتها
عشرة آلاف.
فهذه أربعة أبواب. و أما العشرات في العشرات، فواحدها مائة، و عشرتها
ألف؛ و العشرات في المئات، واحدها ألف، و عشرتها عشرة آلاف؛ و العشرات في الألوف،
واحدها عشرة آلاف، و عشرتها مائة ألف فهذه ثلاثة أبواب. و أما المئات في المئات،
فواحدها عشرة آلاف، و عشرتها