responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 1  صفحه : 435

فصل في بيان طريق الخطأ عند العقلاء و خطأ القياس عند الفلاسفة

و اعلم يا أخي بأن على هذا المثال يجري سائر أحكام العقلاء و ظنونهم و توهمهم في الأشياء قبل البحث و الكشف، و ذلك أن أكثر الناس إذا رأوا في بلدهم ريحا أو مطرا أو حرّا أو بردا أو ليلا أو نهارا أو شتاء أو صيفا، ظنّوا و توهّموا بأن ذلك موجود في سائر البلدان، قياسا على ما يجدون في بلدهم، كما كانوا يظنّون، و هم صبيان، في سائر بيوت الناس مثل ما كانوا يجدون في بيوت آبائهم، حتى استبان لهم بعد التجربة حقيقة ما كانوا يتوهّمون كما بيّنّا قبل. فهكذا يجري حكم العقلاء من الناس في ظنونهم و توهّمهم في مثل هذه الأشياء التي تقدّم ذكرها، حتى إذا نظروا في العلوم الرياضية، و خاصّة علم الهيئة[1]، استبان لهم عند ذلك حقيقة ما كانوا يظنون و يتوهّمون صوابا كان أو خطأ.

و اعلم يا أخي بأن الإنسان لا ينفكّ من هذه الظنون و الأوهام، لا العقلاء المتيقّنون، و لا العلماء المرتاضون، و لا الحكماء المتفلسفون أيضا، و ذلك أنّا نجد كثيرا ممن يتعاطى الفلسفة و المعقولات و البراهين يظنّون و يتوهّمون أن الأرض في موضعها الخاصّ بها هي ثقيلة أيضا، قياسا على ما وجدوا من ثقل أجزائها، أيّ جزء كان. فإذا كان هذا هكذا، فغير مأمون أن تكون سائر القياسات تجري هذا المجرى، و في هذا ما يدل على ضعف القياس و فساده و دلالته، و هكذا يظنّ كثير منهم: من يكون في مقابلة بلدهم من جانب الأرض، أن قيامهم يكون منكوسا، قياسا على ما يجدون من حال من يكون واقفا تحت سطح، و آخر هو قائم فوقه، رجلاه في مقابلة رجليه،


[1] -الهيئة: علم يبحث عن أحوال الأجرام البسيطة العلوية و السفلية من حيث الكميّة و الكيفيّة و الوضع و الحركة اللازمة لها و ما يلزم منها.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 1  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست