كقولك: عين الإنسان، و عين الماء، و
مقابلتها هي المترادفة التي هي المختلفة في اللفظ المتّفقة في المعنى، كقولك:
البرّ و الحنطة. و منها المتباينة في اللفظ و المعنى جميعا، كقولك: حجر و شجر، و
مقابلتها المتواطئة و هي المتّفقة في اللفظ و المعنى جميعا، كقولك: هذا إنسان اسمه
زيد، و هذا اسمه عمرو. و منها المشتقّ أسماؤها و هي كقولك: الضارب و المضروب، و ما
شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال.
فصل في أن الأشياء كلها جواهر و أعراض
و اعلم يا أخي أن العلماء قالوا: إن الأشياء كلّها نوعان: جواهر و
أعراض، و إن الجواهر كلّها جنس واحد قائمة بأنفسها، و إن الأعراض تسعة أجناس، و هي
حالّة في الجواهر، و هي صفات لها، و إن الباري، عزّ و جلّ، ليس يوصف بأنه عرض و لا
جوهر بل هو خالقهما و علّتهما الفاعلة، و نحن نقول: إن الأشياء كلّها صور و أعيان
غيريّات[1] مرتّب
بعضها تحت بعض كترتيب العدد، و متعلّق وجود بعضها ببعض كوجود العدد من الواحد الذي
قبل الاثنين، كما بيّنّا في رسالة العدد، و إن الباري، جلّ جلاله، هو علّتها و هو
موجدها كما بيّنّا في رسالة المبادي العقلية.
و اعلم أن الصورة نوعان: مقوّمة و متمّمة، و قد سمّت العلماء الصّور
المقوّمة جواهر، و سمّت الصور المتمّمة أعراضا، و قد بيّنّا الفرق بين الصورة
المقوّمة و الصورة المتمّمة في رسالة الهيولى و الصورة، و في رسالة الكون و
الفساد، فاعرفهما من هناك إن شاء اللّه.
[1] -غيريات: جمع غيريّة، و هي كون كل من الشيئين خلاف
الآخر، و يقابلها العينيّة.