المشار إليه، و الصفة هي معنى متعلّق
بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار
إليه؛ و ليس له لفظة رابعة تدلّ على معنى متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلقة
بالموصوف.
فصل في الألفاظ الستة
و اعلم أن الألفاظ التي تستعملها الفلاسفة في أقاويلها و إشاراتها
إلى المعاني التي في أفكار الناس ستّة أنواع: ثلاثة منها دالّات على الأعيان التي
هي موصوفات، و ثلاثة منها دالات على المعاني التي هي الصفات. فالألفاظ الثلاثة
الدالة على الموصوفات قولهم: الشخص و النوع و الجنس، و الثلاثة الدالة على الصفات
هي قولهم: الفصل و الخاصّة و العرض.
و أما شرح معانيها فنقول: الشخص كلّ لفظة يشار بها إلى موجود مفرد عن
غيره من الموجودات، مدرك بإحدى الحواس، مثل قولك: هذا الرجل، و هذه الدابّة، و هذه
الشجرة، و ذا الحائط، و ذاك الحجر، و ما شاكل هذه الألفاظ المشار بها إلى شيء
واحد بعينه.
و النوع كلّ لفظة يشار بها إلى كثرة تعمّها صورة واحدة، مثل قولك:
الإنسان و الفرس و الجمل و الغنم و البقر و السمك، و بالجملة كلّ لفظة تعمّ عدّة
أشخاص متّفقة الصّور.
و أما الجنس فهو كلّ لفظة يشار بها إلى كثرة مختلفة الصّور، تعمّها
كلّها صورة أخرى، كالحيوان و النبات و الثّمار و الحبّ و ما شاكلها من الألفاظ،
فإن كل لفظة منها تعمّ جماعات مختلفة الصّور، و ذلك أن قولك:
الحيوان، يعمّ الناس كلّهم، و السباع و الطيور و السّمك و حيوان
الماء أجمع، و هي كلّها صور مختلفة يعمّها الحيوان، و هي صورة روحانية متمّمة
للجسم.