الموقدة التي تطّلع على الأفئدة، فضلّوا
ضلالا بعيدا، و ما اللّه بظلّام للعبيد.
الرسالة الثانية منها في «ماهية الطريق إلى اللّه عز و جل و كيفية
الوصول إليه.» و الغرض منها هو الحثّ على تهذيب النفس، و إصلاح الأخلاق، و تطهير
السرائر، و تنزيه الضمائر، و تنبيه النفوس الساهية، عمّا بعد الموت في المعاد من
أحوال القيامة و البعث و النشر و الحساب و الميزان و الصراط و الجواز على جهنم، و
الورود فيها، و حقائق معانيها. «و إن منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيّا. ثم
ننجّي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيّا.» الرسالة الثالثة منها في «بيان
اعتقاد إخوان الصفا و خلان الوفاء» و مذاهب الربانيين الإلهيين. و الغرض منها هو
وضوح الحجة على بقاء النفوس بعد مفارقتها الجسد الذي يسمى الموت، و حلّ الشكوك
فيها، و كشف الشّبه بطريق إقناعيّ لا برهانيّ، إذ الرسالة الجامعة مقصورة على
البراهين، على ما أشرنا إليه في رسائلنا التي هي كالمدخل إليه و العنوان له.
الرسالة الرابعة منها في «كيفية عشرة إخوان الصفا و خلّان الوفاء» و
تعاون بعضهم لبعض بصدق المودة و صحة المحبة، و محض الرأفة و الشفقة و التحنن و
الرحمة، و سيرهم في صلواتهم و مذاكرتهم و مجالستهم و اجتماعاتهم. و الغرض منها
تأليف القلوب و التعاضد في الدين و الدنيا جميعا، إذ هي سبب نجاتهم و المؤدّية إلى
خلاصهم.
الرسالة الخامسة منها في «ماهية الإيمان و خصال المؤمنين المحقّين»،
و الغرض منها هو معرفة الجلالة الروحانية و ما الإلهام و ما الوسوسة و ما التوفيق
و ما الخذلان و ما الهداية و ما الضلالة، إذ كان هذا الباب علما غامضا و سرّا
خفيّا من العلوم الروحانية و الأسرار النفسانية.
الرسالة السادسة منها في «ماهية الناموس الالهي و الوضع الشرعي» و شرائط
النبوّة و كمية خصالهم[1]، و مذاهب
الربّانيين و الإلهيّين. و الغرض منها هو التنبيه