جلاله، و كيف حركة الطبائع إلى استكمالها، و
قبول صورها الخاصيّة في كل واحد منها و كيفية سكونها عند استكمال كل واحد منها
لصورته الخاصية، إذ بالصورة يصير الشيء هو ما هو، و به يحصل في الوجود، و يتميز و
يتحيز، و يصير شيئا معلوما مشارا إليه.
الرسالة التاسعة منها في «العلل و المعلولات» و كيف رجوع أواخرها على
أوائلها، و أوائلها على أواخرها، و الغرض المقصود منها هو معرفة أصول العلوم و
مباديها و أسبابها و قوانينها و رسومها و كيفياتها على الحقيقة.
الرسالة العاشرة منها في «الحدود و الرسوم»، و الغرض منها هو معرفة
حقائق الأشياء و ماهياتها و أجناسها و أنواعها المركبة و البسيطة بما هي كلّ واحد
منها، و بمعرفتها الوقوف على ذوات الأشياء و كيفياتها و فصولها.
\*\*\*
و منها الرسائل الناموسية الالهية و الشرعية
الدينية و هي تشتمل على إحدى عشرة رسالة:
الرسالة الأولى منها في «الآراء و المذاهب» في الديانات الشرعية
الناموسية و الفلسفية، و بيان اختلاف العلماء في أقاويلهم، و ما أدى إليه اجتهادهم
من البحث و النظر و الكشف عن الحقائق و الأصول، و كمية تلك المقالات، و ما الأسباب
و العلل التي من أجلها كان اختلافهم و من المحقّ و من المبطل، و ما يصلح للجميع، و
ما يصلح للخاص، و ما يصلح للعام. و الغرض من هذه كلها هو البيان بأن المذاهب و
الديانات كلها وضعت كالعقاقير و الأدوية و الأشربة لمرض النفوس و كسب الصحة و لطف
الحيل لخلاصها من بحر الهيولى و أسر الطبيعة؛ و وصف طريق الآخرة و كيفية النجاة في
المعاد من جهنم عالم الكون و الفساد، و الوصول إلى الجنان و الفردوس عالم الأفلاك
و السبع السماوات؛ و ان أكثر هذه الديانات لأقوام قد انحرفوا عن طريق النجاة، و
بعدوا عن انتهاج سبيل الرشاد، فاستولى عليهم الميل و العصبيّة، و الحميّة الجاهليّة،
نار اللّه