خروجه بالصورة من العدم إلى الوجود، و كيف
يحصل عقلا بالفعل، و عاقلا بالفعل و معقولا بالفعل، و الوجود الصوري مجرّدا من
سائر المواد معرّاة من الهيولات، فتبقى ببقاء العقل الفعال، وجه اللّه ذي الجلال و
الإكرام، لا إله إلا هو، كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم و إليه ترجعون.
الرسالة الخامسة منها في «الأكوار[1]
و الأدوار و اختلاف القرون و الأعصار و الزمان و الدهور»، و الغرض منها هو البيان
عن كيفية إنشاء العالم و مبدئه و ترتيبه و ظهوره و غايته و كيفية فنائه و خرابه،
لو انقطعت مواد بقائه عن مبقيه لينعدم في الحال و يضمحل بلا زمان، و ما أمر الساعة
إلا كلمح البصر أو هو أقرب.
الرسالة السادسة منها في «ماهية العشق» و محبة النفوس و نزوعها و
تشوقها إلى الاتحاد؛ و المرض الإلهي و ما حقيقته، و من أين مبدأه. و الغرض منها هو
البيان بأن السابق المشوق إليه المعشوق المطاع المراد المطلوب المحبوب على الحقيقة
هو الباري جلّ ثناؤه، و أن الخلائق و جملة العالم مشتاقة إليه مريدة متحركة نحو
الكمال باستتمام الصورية، و عاشقة إلى مصورها الذي هو فوق الصور و الكمال التمام،
و هو الباري المصور، له الأسماء الحسنى و الأمثال العلى.
الرسالة السابعة منها في «ماهية البعث و الصّور و النّشور و القيامة
و الحساب و كيفية المعراج» و علمها هو الغرض الأقصى من رسائلنا كلها، و إليه
المنتهى، و هو الغاية القصوى، و إليه أشار بقوله «تعرج الملائكة و الروح إليه في
يوم كان مقداره خمسين ألف سنة».
الرسالة الثامنة منها في «كمية أجناس الحركات، و كيفية اختلافها و
مباديها و غاياتها»، و الغرض منها هو البيان عن كيفية وجود العالم عن الباري، جلّ