responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 1  صفحه : 284

تلك الصورة مصنوعة؛ و من الصّنّاع من يستعمل النار كالجرّارين‌[1] و القدوريين و الغضّارين، و من يطبخ الآجرّ، و غرضهم في ذلك تقييد الصورة في الهيولى، و ثباتها فيها لئلّا تنسلّ منها الصورة بالعجلة، لأن من شأن الهيولى دفع الصورة عن ذاتها، و رجوعها إلى حالها الأول جوهرا بسيطا لا تركيب فيه، و لا كميّة و لا كيفيّة، و من الصنّاع من يستعمل النار في موضوعه و مصنوعه كالطبّاخين و الشوّائين و الخبّازين و أمثالهم، و غرضهم تتميمها و تنضيجها ليتمّ الانتفاع بها.

فصل في مراتب الصناعات‌

و اعلم يا أخي بأن من هذه الصنائع ما هي بالقصد الأول دعت الضّرورة اليها، و منها ما هي تابعة لها و خادمة، و منها ما هي متمّمة لها و مكمّلة، و من الصنائع ما هي جمال و زينة. فأما التي بالقصد الأول فثلاثة، و هي الحراثة و الحياكة و البناء؛ و أما سائرها فتابعة و خادمة و متمّمة، و ذلك أن الإنسان لما خلق رقيق الجلد عريانا من الشعر و الصوف و الوبر و الصّدف و الريش، و ما هو موجود لسائر الحيوان، دعته الضّرورة إلى اتخاذ اللّباس بصناعة الحياكة؛ و لما كانت الحياكة لا تتمّ إلّا بصناعة الغزل، و صناعة الغزل لا تتمّ إلّا بصناعة الحلج، فصارت هذه الثلاثة تابعة لها و خادمة. و أيضا لما كان اللّباس لا يتمّ إلّا بالحياكة حسب، صارت صناعة الخياطة و القصارة[2] و الرّفو و الطّرز متمّمة لها و مكمّلة. و أيضا لما خلق الإنسان محتاجا إلى القوت و الغذاء، و القوت و الغذاء لا يكونان إلّا من حبّ النبات و ثمر الشجر، دعت الضّرورة إلى صناعة الحراثة و الغرس؛ و لما كانت صناعة الحراثة


[1] -الجرّارين: صناع الجرار و بائعوها، جمع الجرة.

[2] -القصارة: حرفة القصار، و هو الذي يدق الثياب و يبيّضها.

نام کتاب : رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء نویسنده : اخوان صفا (مجموعة من المؤلفين)    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست