المحسوسات المشاكلات لهذه أيضا وتر المثنى و
نغماته، و من الألحان الترنّم، و من الكلام و الأشعار المديح، و من الطعوم
الحلاوات، و من الألوان ما اعتدلت أصباغه كالمنثور[1]،
و من الروائح الغالية البنفسج و المرزنجوش[2]
و ما شاكلها من الروائح الحارّة الليّنة. و بالجملة كلّ طعم و رائحة و لون معتدل.
و الذي شاكل زمان الصّيف من أرباع الفلك الرّبع الهابط من وتد السماء
إلى وتد المغرب، و من البروج من أول السّرطان إلى آخر السّنبلة، و من أرباع الشهر
الرّبع الثاني سبعة أيام، و من الاتصالات ما جاوز التربيع الأيسر إلى المقابلة، و
من الأركان ركن النار، و من الطبائع الحرارة و اليبس، و من الجهات الشّرق، و من
الرياح الصّبا، و من أرباع اليوم ستّ ساعات إلى آخر النهار، و من الأخلاط المرّة
الصفراء، و من أرباع العمر أيام الشباب، و من القوى الطبيعية القوة الجاذبة، و من
القوى الحيوانية القوة المفكّرة، و من الأخلاق الباطنة الشجاعة و السّخاء، و من
الأفعال الظاهرة سرعة الحركة و القوة و الجلد، و من المحسوسات المقوّية لها مثل
نغمات وتر الزّير، و من الألحان الماخوريّ و ما شاكله، و من الكلام الأشعار و ما
شاكلها من مديح الفرسان و الشجعان، و من الطعوم الحرّيفات[3]،
و من الألوان الصّفرة و الحمرة، و من الروائح المسك و الياسمين و ما شاكلهما. و
بالجملة كلّ طعم و لون و رائحة حارّة يابسة.
و الذي شاكل زمان الخريف من أرباع الفلك الرّبع الهابط من وتد المغرب
إلى وتد الأرض، و من البروج من أوّل الميزان إلى آخر القوس،
[1] -المنثور: نبات ذو زهر طيب الرائحة، مختلف الألوان.
[2] -المرزنجوش: المردقوش، و المردكوش، و هو من
الرياحين التي تزرع في البيوت، دقيق الورق بزهر أبيض، له بزر كالريحان عطريّ،
فارسي معرّب.