نقرتان منها متواليتان، لا يكون بينهما زمان
نقرة، ثم نقرة مفردة ثقيلة، ثم أربع نقرات، واحدة مطويّة في أولها، مثل قولك:
مفاعل مفاعيلن تنن تن تنن تن؛ ثم يعود الإيقاع و يكرّر إلى أن يسكت المغنّي، و أهل
زماننا يسمّون هذا اللحن الماخوريّ، و هو مثال صياح الفاختات[1]
ككو كو كككو كو. و أما خفيف الثقيل الثاني فهو ثلاث نقرات متواليات لا يكون بينها
زمان نقرة، و لكن بين كلّ ثلاث نقرات و ثلاث نقرات زمان نقرة، مثل قولك: فعلن فعلن
تكرّر دائما تننن تننن إلى أن يسكت المغني. و أما الرّمل فهو عكس الماخوريّ، و ذلك
انه سبع نقرات مثله، و لكن أوله نقرة مفردة ثقيلة، ثم نقرتان متواليتان لا يكون
بينهما زمان نقرة، ثم أربع نقرات، كلّ اثنتين منها متواليتان، لا يكون بينهما زمان
نقرة مثل قولك: فاعلن مفاعلن مثل صياح القباج[2]
تن تنن تنن كي ككي ككي ككي. و أما خفيف الرمل فهو ثلاث نقرات متواليات متحرّكات
مثل قولك: متفاعلتن تننن تننن.
و أما خفيف الخفيف فهو نقرتان متواليتان لا يكون بينهما زمان نقرة، و
لكن بين كل نقرتين و نقرتين زمان نقرة مثل قولك: مفاعلن مفاعلن تنن تنن تنن تنن. و
أما الهزج فهو نقرة مسكّنة و نقرة أخرى أخفّ منها، بينهما زمان نقرة، و بين كل
اثنتين زمان نقرتين مثل قولك:
فاعل فاعل.
فهذه الثمانية الأجناس التي قلنا انها أصل و قوانين لغناء العرب و
ألحانها. و أما غير العربية كالفارسيّة و الروميّة و اليونانيّة فلألحانها و
غنائها قوانين أخر غير هذه، و لكنها كلّها مع كثرة أجناسها و فنون أنواعها ليست
تخرج من الأصل و القانون الذي ذكرناه قبل هذا الفصل. و إذا تأملت يا
[1] -الفاختة: الحمامة المطوّقة التي تحبس في الأقفاص،
و يسمونها في الشام يا كريم.