النصف من ذلك عند ترقوته[1]،
و الربع عند مرفقيه[2]؛ و إذا
مدّ يديه إلى فوق رأسه، و وضع رأس البركار على سرّته، و فتح إلى رءوس أصابع يديه،
ثم أدير إلى رءوس أصابع رجليه، كان البعد بينهما مساويا عشرة أشبار بزيادة ربع طول
قامته. و يوجد طول وجهه من رأس ذقنه إلى منبت الشعر فوق جبينه شبرا و ثمنا؛ و يوجد
البعد ما بين أذنه شبرا و ربعا؛ و يوجد طول أنفه ربع شبره؛ و يوجد طول شقّ عينيه
كلّ واحد ربع ثمن شبره، و طول جبينه ثلث طول وجهه؛ و يوجد شقّ فمه و شفتيه كلّ
واحد مساويا لطول أنفه، و طول قدميه كلّ واحد شبرا و ربع شبر، و طول كفّيه من رأس
الكرسوع[3] إلى رأس
الإصبع الوسطى شبرا؛ و يوحد طول إبهامه و طول خنصره متساويين، و رأس البنصر زائدا
على رأس الخنصر ثمن شبره، و كذلك زيادة الوسطى على البنصر، و كذلك السّبّابة؛ و
يوجد عرض صدره شبرا و نصفا، و بعد ما بين ثدييه شبرا، و ما بين سرّته إلى عانته
شبرا، و من رأس فؤاده إلى رأس ترقوته شبرا؛ و يوجد البعد ما بين منكبيه[4] شبرين. و على هذا المثال و القياس
يوجد إذا اعتبر طول امعائه، و مصارين جوفه، و عروق جسده، و العصبات الممسكات
لعظامه، و أوتار مفاصله متناسبات بعضها إلى بعض طولا و عرضا و عمقا مثل ما ذكرنا
من مناسبات مقادير أعضائه الظاهرة. و على هذا القياس و المثال يوجد بنية أبدان
سائر الحيوانات مناسبة أعضاء صورة كلّ نوع منها لجملة بدنه، أو بعضها إلى بعض،
مناسبة، إما بالكيفيّة، و إما بالكميّة، و إما بهما جميعا، لا تخلّ شيئا إذا سلمت
من الآفات العارضة عند الابتداء، و عند النشوء، من فساد الاخلاط، و تغيير المزاج،
و مناحس
[1] -الترقوة: مقدم الحلق في اعلى الصدر حيث يترقى
النفس.