الأربع: الصّبا و الدّبور و الجنوب و
الشّمال؛ و الأوتاد الأربعة: الطالع و الغارب و وتد السماء و وتد الأرض؛ و
المكوّنات الأربع التي هي المعادن و النبات و الحيوان و الإنس. و على هذا المثال
وجد أكثر الأمور الطبيعية.» و قالوا أيضا:
«و اعلم يا أخي أن الباري، جلّ ثناؤه، أول شيء اخترعه و أبدعه من
نور وحدانيته جوهر بسيط يقال له العقل الفعال، كما أنشأ الاثنين من الواحد
بالتكرار. ثم أنشأ النفس الكلية الفلكية من نور العقل كما أنشأ الثلاثة بزيادة
الواحد على الاثنين. ثم أنشأ الهيولى الأولى من حركة النفس كما أنشأ الأربعة
بزيادة الواحد على الثلاثة. ثم أنشأ سائر الخلائق من الهيولى و رتبها بتوسط العقل
و النفس كما أنشأ سائر العدد من الأربعة بإضافة ما قبلها إليها كما مثلنا من قبل.»
و كذلك كان لهم من العدد و الهندسة و النجوم منافع في الطّلّسمات و العزائم لأنّ
رسائلهم تشتمل على ضروب من السحر و الشعبذات و الخرافات.
و تدخل الموسيقى في القسم الرياضي، فقد بحثوا في صناعتها و أصلها و
في امتزاج الأصوات و تنافرها و في أصول الألحان و قوانينها، و لم يغفلوا عن ربطها
بالأجسام الطبيعية، و أن يجعلوا لها صلة بنغمات الأفلاك متأثرين أقوال الفلاسفة
اليونانيين و الإسكندريين، كما أنّ كلامهم على المنطق في هذا القسم لم يجاوز مقدمة
فرفريوس و آراء أرسطو «و ليس فيه إلا قليل من الابتكار أو هو خلو من الابتكار
جملة.»[1]
القسم الطبيعي
و أما القسم الثاني من رسائلهم، و يبحث في الطبيعة، فقد كانوا في
أكثره أرسطيين، و في بعضه فيثاغوريين أفلاطونيين، فقد تكلموا على الهيولى و الصورة