لدنيا و صفت من درن الشهوات و المآثم، و
زهدت في الكون هاهنا فإنها عند مفارقة الجسد لا يعوقها شيء عن الصّعود إلى السماء
و دخول الجنة و الكون هناك مع الملائكة. و في مثل هذه النفوس قيل بالعربية:
فمن بلغ رتبة نفسه هذه المرتبة، كما ذكرت من قبل، صار بهذه المنزلة،
إلّا أن في هذه السماوات جنّة لكنها محفوفة بالمكاره. قال اللّه عز و جل:
«إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ». و
إنما ذكرنا هذه المعاني في هذه الرسالة لأن كثر أهل زماننا الناظرين في علم النجوم
شاكّون في أمر الآخرة، متحيّرون في أحكام أمر الدين، جاهلون بأسرار النبوّات،
منكرون البعث
[1] -معاهده: منازله. رهم: أي سحائب و هم ممطرة مخصبة،
جمع أرهم: أي أخصب.