و تكون في الصيف في البروج الشّمالية في
الهواء، و تقرب من سمت رءوسنا[1]، و تكون في
الصيت في البروج الجنوبية، و تنحطّ في الهواء، و تبعد من سمت رءوسنا؛ و في الأوج
ترتفع في الفلك، و تبعد من الأرض، و في الحضيض تنحطّ في الفلك، و تقرب من الأرض؛ و
الدائرة الآتية مثاله و صورته:
ذكر نزول الشمس في أرباع الفلك و تغييرات الأزمان
إذا نزلت الشمس أول دقيقة من برج الحمل استوى الليل و النهار و اعتدل
الزمان، و انصرف الشتاء و دخل الربيع، و طاب الهواء و هبّ النسيم، فذابت الثلوج و
سالت الأودية و مدّت الأنهار و نبعت العيون، و نبت العشب و طال الزرع و نما
الحشيش، و تلألأ الزهر و أورق الشّجر و تفتّح النّور، و اخضرّ رجه الأرض، و نتجت
البهائم، و درّت الضّروع، و تكوّنت الحيوانات و انتشرت على وجه الأرض، و أخرجت
الأرض زخرفها و ازّيّنت، و فرح الناس و استبشروا، و صارت الدنيا كأنها جارية شابّة
تزيّنت و تجلّت للناظرين.
[1] -سمت الرأس: نقطة من الفلك ينتهي اليها الخط الخارج
من مركز العالم على استقامة قامة الشخص.