أيدي دعاتهم، و اطلع عليها جماعات المثقفين،
و دخلت الأندلس، أدخلها الطبيب أبو الحكم الكرماني القرطبي بعد رحلته إلى المشرق
للتبحر في العلم.
و هي مؤلفة من اثنتين و خمسين رسالة مقسومة على أربعة أقسام، فمنها
رياضية تعليمية، و منها جسمانية طبيعية، و منها نفسانية عقلية، و منها ناموسية
إلهية.
و يقول الإخوان في فهرست رسائلهم: «و تليها الرسالة الجامعة لما في
هذه الرسائل المتقدمة كلها، المشتملة على حقائقها بأسرها.» فيكون مجموع الرسائل
اثنتين و خمسين رسالة و رسالة، إذا أضفنا إليها الرسالة الجامعة.
و يذكرونها في الفهرست فيقولون: «و الغرض منها إيضاح حقائق ما أشرنا
إليه و نبهنا في هذه الرسائل عليه، أشدّ الإيضاح و البيان، يأتي على ما فيها
فيتبين حقائقها و معانيها ملخّصة مستوفاة، مهذبة مستقصاة ببراهين هندسية يقينية، و
دلائل فلسفية حقيقية، و بيّنات علمية، و حجج عقلية، و قضايا منطقية، و شواهد
قياسية، و طرق إقناعية، لا يقف على كنهها و لا يحيط بحقائقها، و لا يحصّلها و لا
شيئا منها إلا من ارتاض بما قدّمنا و حذق و عرف و تدرب فيها و تمهر أو بما يشاكله،
إذ هذه الرسائل كلها كالمقدّمات لها و المداخل إليها و الأدلة عليها و الأنموذج منها،
لا ينفتح غلق معتاصها، و لا ينكشف مستور غامضها إلا لمن تهذب بهذه الرسائل
الاثنتين و الخمسين أو بما شاكلها من الكتب.
و الرسالة الجامعة من رسائلنا هي منتهى الغرض لما قدّمناه، و أقصى
المدى و نهاية القصد و غاية المراد.»
مصادر علومهم
و يرجع الإخوان مصادر علومهم إلى أربعة كتب: أولها المصنفة على ألسنة
الحكماء من الرياضيات و الطبيعيات، و ثانيها الكتب المنزلة كالتوراة و الإنجيل و
القرآن و غيرها من صحف الأنبياء، و ثالثها الكتب الطبيعية و هي صور أشكال
الموجودات بما هي عليه الآن من تركيب الأفلاك و أقسام البروج و حركات