responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة    جلد : 1  صفحه : 52

تذهب بمجرّد العلم، فإنّها زائلة باطلة، بل ترتفع بنور الوجد، كارتفاع الظلّ و زواله بنور الشمس.

و قال: (ليس بين النّفس و القيامة إلّا نفس).

أقول: معناه أنّ الحاجب بين النفس و القيامة هو الحياة الدنيا؛ لأنّ «من مات فقد قامت قيامته»[1]، و الحياة أصل النفس، فليس بين النفس و القيامة إلّا نفس.

و قال: (النّاس على متن الصّراط واقفون، و هم لا يشعرون؛ فإنّ الدّنيا آخرة الصوفيّة، و الآخرة صراط، و ميزان، و جنّة، و نار. و صراط الصوفيّة في الدّنيا طريقتهم، و هي أحدّ من السّيف، و ميزانهم قلوبهم، و هو أرجح الموازين، و جنّتهم إقبال قلوبهم، و نارهم إدبار قلوبهم).

أقول: الأمور الموعودة في الآخرة من الصّراط، و الميزان، و الجنّة، و النار، هي حقائق منكشفة بصورها في الآخرة للمؤمنين، و في الدنيا للعارفين المرادين بالصوفيّة، فإنّهم لمجانبة حظوظ النفس كأنّهم ماتوا فحشروا، و عرضت عليهم القيامة بما فيها، فصارت الدنيا عين آخرتهم، و كان ما هو وعدا لغيرهم نقدا لهم. و غير الصوفيّة من العالمين بإشارة العلم، الذين هم متعثّرون بأذيال صفات النفس عن الخروج إلى فضاء الكشف لسلوكهم طريق الشرع، واقفون على متن الصّراط، و لكنّهم لا يشعرون به لوجود الحجاب، و وصف طريق الصوفيّة بأنّه أحدّ من السيف؛ لأنّه حدّ الوسط بين طرفي الإفراط و التفريط، و ذلك في غاية الدقّة و الحدّة.

و كون القلب ميزانا، مضى شرحه. و أمّا كونه أرجح الموازين؛ فإنه يعرف به الحق من الباطل، و غيره من الموازين تعرف بها المساواة من اللامساواة في الأجسام الكثيفة، و قوله: (إقبال قلوبهم)، أي على اللّه عزّ و جلّ، و قوله: (إدبار قلوبهم)، أي عن اللّه تبارك و تعالى، و قد ورد: «إنّ للقلوب إقبالا و إدبارا».


[1] - أورده العجلوني في كشف الخفاء، حديث رقم( 2618)[ 2/ 368].

نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست