نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 48
الكلام و الصوت، فكذلك النفس لها نفسان:
أحدهما: باطن يمدّ حياتها بالاستزادة من بحر الحقيقة.
و الآخر: ظاهر يصير مادّة لصور الأخلاق الظاهرة منه، و لا يعرف من
النفس غيرها.
و قوله: (هي ما وصفت)، إشارة إلى الأخلاق المذكورة في قوله: «خلق
اللّه النفس ...» الخ، و قوله: (أرى) إخبار عن حال مشاهدته أخلاق النفس، و
أوصافها.
و قال: (الهوى زنّار النّفس، و النّفس زنّار القلب؛ فالنّفس انعقدت
بالهوى، و القلب انعقد بالنّفس).
أقول: الزّنّار ما يعقد به الوسط؛ أي سبب انعقاد النفس و تقييدها عن
مبلغ السعادة و الكمال هو الهوى، و سبب تقييد القلب عن مبلغه كماله هو النفس،
فالنفس انعقادها بالهوى، و القلب انعقاده بالنفس.
و قال: (انتهت معرفة النّفس إلى العجز عن تعريفها).
أقول: أي غاية معرفة النفس، أن يرى العارف عجزه عن تعريفها كما هي.
و قال: (القلب ميزان الحقّ).
أقول: الميزان آلة تعرف بها المساواة من اللّامساواة، و القلب حقيقة
يعرف بها الحقّ من الباطل، و لهذا قال: هو (ميزان الحقّ).
و كما أنّ الميزان له كفّتان و لسان بينهما، متى استوت نسبته إليهما
صحّت المساواة، و إلّا فلا، فكذلك القلب له طرفان، هما روح و نفس، و مسلك بينهما
بمثابة اللّسان، متى استوت نسبته إلى طرف الروحانية و النفسانية حكم عليه بأنّه
الصّراط المستقيم، و الدين القويم، فلا يغلب على سالكه رعاية الصورة فيتهوّد، و لا
رعاية المعنى فيتنصّر، و المتهوّد مغضوب عليه، و المتنصّر ضالّ عن الصراط
المستقيم.
نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 48