نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 140
(الجمع و التفرقة حالتان)، تدوران على
العبد، ينسّبهما الجامع المفرّق سبحانه، فيجمعه بالمعرفة و يكون معنى الجمع مراده،
و يفرّقه بالعلم و تكون التفرقة من شرائط علمه، فيميّز بين الخالق و المخلوق، و
الحلال و الحرام، و الخير و الشرّ، مع مشاهدة الوجود أمرا واحدا، لا تفرّق فيه.
و قال: (من جمعه الحقّ من الأغيار، و تفرقة الاعتبار، تصرّفت أحكامه
على حكم الاختيار).
أقول: أي من جمعه الحقّ برؤيته من رؤية الأغيار، و يجمعه عن تفرقة
رؤية الغير، تصرّفت أحكامه عن اختيار الحقّ، و الاعتبار في الأصل بمعنى العبور، و
في الاستعمال هو عبور النظر من الباطل إلى الحقّ، قال اللّه تعالى:
فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ
[الحشر: الآية 2].
و أنّه أراد بتفرقة الاعتبار تفرقة الشهود بين أفراد الوجود، و
التفرقة بالجرّ عطف على الأغيار، و أراد بالاختيار اختيار الحقّ، فإذا جمعه الحقّ
كانت أحكامه في التصرّفات على حكم اختيار الحقّ.
و قال: (من جمع مراد الحقّ، و لم يفرّقه بوصفه، فهو مجموع بشرط، و من
جمعه الحقّ بمراد، كان وصفه و نعته ما جمع به).
أقول: الضمير البارز في (يفرّقه) يعود إلى المراد، و في (وصفه) و
(نعته) إلى (من)، و في (مراده) إلى (الحقّ)، و في (به) إلى (ما)، و هي مع صلتها
كناية عن المراد.
يعني، من آثر مراد الحقّ على مراده، و لم يفرّقه بإبداء وصفه، و هذا
حال المريد الواصل إلى معنى الجمع بالاجتهاد. و أمّا مراد الذي جمعه الحقّ بمراده،
فهو فان عن وصفه و مراده، و لم يكن له مراد إلّا مراد الحقّ؛ لقيامه به، فجمعه
يكون ذاتيّا، غير مشروط بترك إرادته.
و قال: (الجمع غلبة مراد اللّه عزّ و جلّ، و التفرقة حقيقة مراد
اللّه تعالى).
أقول: أي الجمع الذي هو من العبد يغلّب مراد الحقّ على مراده، و
التفرقة التي هي مخالفة مراده مراد الحقّ، حقيقتها مراد اللّه تعالى أيضا، فإنّه
ما لم يشأ لم يكن.
نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 140