نام کتاب : شرح كلمات باباطاهر العريان؛ مسايل حكمية فى المعارف و المشاهدات الربانيه نویسنده : عين القضاة جلد : 1 صفحه : 106
و السير في المقامات لمن يطلب مفقودا، و هو
البعد عن المطلوب؛ لأنّ المطلوب في الحقيقة عين الطالب، احتجب به عنه حيث يظنّه
غيره، و السير دليل هذا الظنّ. و من يطلب شيئا في غير موضعه لا يجده؛ لبعده عنه.
و أمّا الحركات البدنية في العبادات فهي لأهل النفوس، أي ارتسمت
لتزكية النفس من دنس الهوى و الطبيعة، بمخالفتها في إرادتها، و يحتمل معنى آخر و
هو أنّ أهل العبادات البدنية، العاطلين عن المعاملات القلبية و المشاهدات السرّية،
يبتغون بها الجنّة و ثوابها، و فيها حظّ أنفسهم.
و معنى قوله: (تجربة) تزكية على الأول، و استعمال على الثاني. و أمّا
التعلّق بشيء من المقامات، و الأحوال، و الأمور الدنيويّة، فهو لأهل الغفلة عن
شهود جمال الحقّ، و إلّا ما زاغ بصرهم عنه إلى الزينة المموّهة، و هو فتنة لأهل
النظر.
و قال: (المقامات لأهل العجز للتعلّل، فأمّا خواصّ الحقّ فمقامهم عند
مليك مقتدر).
أقول: التعلّل بالشيء التسلّي به، و هو مطاوع علّل، يقال: علّلت
الصبي بالطعام عن اللّبن فتعلّل، و العلامة- بالضمّ- و التعلّة ما تعلّلت به، و
أصل العلامة بقيّة كلّ شيء، و طالب الحقّ إذا تقيّد بمقام يقوم فيه للّه تعالى
كالمتعلّل به؛ لأنّه يتسلّى عن مطلوبه بشيء له نسبة إليه، و لو لا أنّ في المقام
نسبة إلى اللّه تعالى لما سكن طالبه إليه، فالمقام كعلال يتعلّل به إلى ميقات
اللّقاء، كما أنشد في معناه شعر: