أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يُؤْثِرُ عَلَى الصَّلَاةِ عَشَاءً وَ لَا غَيْرَهُ وَ كَانَ إِذَا دَخَلَ وَقْتُهَا كَأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ أَهْلًا وَ لَا حَمِيماً وَ كَانَ إِذَا وَدَّعَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ لَهُ زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ وَ وَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ حَيْثُ مَا تَوَجَّهْتَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ مَنْ كَانَتْ فِيهِ أَرْبَعُ خِصَالٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ مَنْ كَانَتْ عِصْمَةُ أَمْرِهِ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ إِذَا أَصَابَتْهُ نِعْمَةٌ حَمِدَ اللَّهَ وَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً اسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ اسْتَرْجَعَ
وَ عَنْهُ ع قَالَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الذُّنُوبِ تُعَجَّلُ عُقُوبَتُهَا فِي الدُّنْيَا لَا يُؤَخَّرُ إِلَى الْآخِرَةِ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ وَ الْبَاغِي عَلَى النَّاسِ وَ الْمُجَازِي الْإِحْسَانَ بِكُفْرٍ
وَ عَنْهُ ع قَالَ مَا مِنْ كِتَابٍ يُلْقَى بِمَضِيعَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ وَ يُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَيَرْفَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ وَ مَنْ رَفَعَ كِتَاباً مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى اسْمَهُ فِي عِلِّيِّينَ وَ خَفَّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وَ إِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ كُنْتُ قَاعِداً فِي الْبَقِيعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي يَوْمِ دَجْنٍ وَ مَطَرٍ[1] إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ[2] فَسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ ص بِوَجْهِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلَاتِ ثَلَاثاً يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّخِذُوا السَّرَاوِيلَاتِ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ وَ حَصِّنُوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً كَسَرَتْ قُلُوبَهُمْ خَشْيَةُ اللَّهِ فَأَصْمَتَهُمْ عَنِ الْمَنْطِقِ وَ إِنَّهُمْ لَفُصَحَاءُ طُلَقَاءُ[3] أَلِبَّاءُ يَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ وَ لَا يَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِيلِ يَرَوْنَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ أَشْرَارٌ وَ إِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ أَبْرَارٌ
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع حَسْبُكَ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَسْبُكَ مِنَ الْجَهْلِ أَنْ تُعْجَبَ بِعَقْلِكَ أَوْ قَالَ بِعِلْمِكَ
[1] دجن اليوم دجنا و دجونا من باب نصر: كان فيه غيم و مطر فهو ادجن.
[2] الوهدة: ما انخفض من الأرض
[3] الطلقاء جمع الطليق من طلق لسانه طلاقة و طلوقة من باب شرف إذا كان فصيحا عذب المنطق.