مِنْ بَيْنِهِمْ كَأَنَّهُ ابْنُ عَلَّةٍ[1] قَالَ مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا السُّؤَالُ قُلْتُ وَعَدْتَنِي الْجَوَابَ قَالَ وَ قَدْ ضَمِنْتَ لِيَ الْكِتْمَانَ قُلْتُ أَيَّامَ حَيَاتِكَ فَقَالَ إِنَّ عَلِيّاً ع تَقَدَّمَهُمْ إِسْلَاماً وَ فَاقَهُمْ عِلْماً وَ بَذَّهُمْ[2] شَرَفاً وَ أَرْجَحُهُمْ زُهْداً وَ أَطْوَلُهُمْ[3] جِهَاداً فَحَسَدُوهُ وَ النَّاسُ إِلَى أَشْكَالِهِمْ وَ أَشْبَاهِهِمْ أَمْيَلُ مِمَّنْ بَانَ مِنْهُمْ وَ فَاقَهُمْ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا يَغُرَّنَّكَ ذَنْبُ النَّاسِ عَنْ ذَنْبِكَ وَ لَا نِعَمُ النَّاسِ عَنْ نِعَمِكَ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ لَا تُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ تَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ
عَنْ محلى [مُحِلِ] بْنِ خَلِيفَةَ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَشِيَّةً[4] فِي بَعْضِ مَقَامِهِ بِصِفِّينَ وَ مَعَهُ عَشَاءٌ قَالَ فَلَقِينَاهُ وَ إِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ شَنَّةٌ[5] فِيهَا مَاءٌ قَرَاحٌ وَ كِسَرَاتٌ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ وَ مِلْحٌ لَمْ يُخْلَطْ بِهِ غَيْرُهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَدِيٌّ إِنِّي لَأَرْثِي لَكَ[6] يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَظَلُّ نَهَارَكَ طَاوِياً مُجَاهِداً وَ بِاللَّيْلِ سَاهِراً مُكَابِداً ثُمَّ يَكُونُ هَذَا فَطُورَكَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ يَا عَدِيُ
الْغِنَى فِي النُّفُوسِ وَ الْفَقْرُ فِيهَا
إِنْ تَجَزَّتْ فَقَلَّ مَا يُجْزِيهَا
عَلِّلِ النَّفْسَ بِالْقُنُوعِ وَ إِلَّا
طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا يَكْفِيهَا
لَيْسَ فِيمَا مَضَى وَ لَا فِي الَّذِي
لَمْ يَأْتِ مِنْ لَذَّةٍ لِمُسْتَحِلِّيهَا
إِنَّمَا أَنْتَ طُولَ عُمُرِكَ مَا
عُمِّرْتَ بِالسَّاعَةِ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا
" عَنْ أَبِي وَقَّاصٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَةَ النَّبِيِّ ص يَقُولُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَبْدٍ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وَاعِظاً مِنْ نَفْسِهِ يَأْمُرُهُ وَ يَنْهَاهُ
[1] العلة بالفتح و التشديد: الضرة فهما بوزن و معنى يقال: بنو العلات إذا كانوا ابناء رجل من أمّهات شتّى.
[2] بذه بذا من باب نصر: غلبه و فاقه
[3] في بعض النسخ[ و طالبهم جهادا].
[4] في بعض النسخ[ عريشه في بعض مقامه بصفين عشاء] و عليه فالعشا بكسر العين ظرف لقوله:
دخل اي اول الظلام من الليل و على ما في المتن فهو بفتح العين اي طعام العشى.
[5] الشنة بالفتح و التشديد: القربة الصغيرة خلقا باليا و في بعض النسخ[ شبه]
[6] رثى له من باب ضرب: رق له و رحمه