responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 2  صفحه : 304

مَوْسُوماً بِالزُّهْدِ مُنْخَرِطاً فِي سِلْكِ السِّيَاحَةِ مُتَبَتِّلًا لِلْعِبَادَةِ مُقْتَفِياً لِلْآثَارِ الصَّالِحَةِ فَاتَّفَقَ يَوْماً أَنَّنِي كُنْتُ بِمَجْلِسِ وَالِدِي وَ كَانَ هَذَا الشَّيْخُ يُحَدِّثُهُ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ قَالَ كُنْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِمَسْجِدِ جُعْفِيٍّ وَ هُوَ مَسْجِدٌ قَدِيمٌ وَ قَدِ انْتَصَفَ اللَّيْلُ وَ أَنَا بِمُفْرَدِي فِيهِ لِلْخَلْوَةِ وَ الْعِبَادَةِ فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَيَّ ثَلَاثَةُ أَشْخَاصٍ فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَلَمَّا تَوَسَّطُوا صَرْحَتَهُ‌[1] جَلَسَ أَحَدُهُمْ ثُمَّ مَسَحَ الْأَرْضَ بِيَدِهِ يَمْنَةً وَ يَسْرَةً فَحَصْحَصَ‌[2] الْمَاءُ وَ نَبَعَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ مِنْهُ ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الشَّخْصَيْنِ الْآخَرَيْنِ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فَتَوَضَّئَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَلَّى بِهِمَا إِمَاماً فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ مُؤْتَمّاً بِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ وَ قَضَى صَلَاتَهُ بَهَرَنِي حَالُهُ‌[3] وَ اسْتَعْظَمْتُ فِعْلَهُ مِنْ إِنْبَاعِ الْمَاءِ فَسَأَلْتُ الشَّخْصَ الَّذِي كَانَ مِنْهُمَا إِلَى يَمِينِي عَنِ الرَّجُلِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ هَذَا فَقَالَ لِي هَذَا صَاحِبُ الْأَمْرِ وَلَدُ الْحَسَنِ ع فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ قَبَّلْتُ يَدَيْهِ وَ قُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا تَقُولُ فِي الشَّرِيفِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ هَلْ هُوَ عَلَى الْحَقِّ فَقَالَ لَا وَ رُبَّمَا اهْتَدَى إِلَّا أَنَّهُ مَا يَمُوتُ حَتَّى يَرَانِي فَاسْتَطْرَفْنَا هَذَا الْحَدِيثَ فَمَضَتْ بُرْهَةٌ طَوِيلَةٌ فَتُوُفِّيَ الشَّرِيفُ عُمَرُ وَ لَمْ يَشِعْ أَنَّهُ لَقِيَهُ فَلَمَّا اجْتَمَعْتُ بِالشَّيْخِ الزَّاهِدِ ابْنِ نَادِيَةَ[4] أَذْكَرْتُهُ بِالْحِكَايَةِ الَّتِي كَانَ ذَكَرَهَا وَ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ الرَّادِّ عَلَيْهِ أَ لَيْسَ كُنْتَ ذَكَرْتَ أَنَّ هَذَا الشَّرِيفَ عُمَرَ لَا يَمُوتُ حَتَّى يَرَى صَاحِبَ الْأَمْرِ الَّذِي أَشَرْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ لِي وَ مِنْ أَيْنَ لَكَ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ ثُمَّ إِنَّنِي اجْتَمَعْتُ فِيمَا بَعْدُ بِالشَّرِيفِ أَبِي الْمَنَاقِبِ وَلَدِ الشَّرِيفِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ وَ تَفَاوَضْنَا أَحَادِيثَ وَالِدِهِ فَقَالَ إِنَّا كُنَّا ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي آخِرِ اللَّيْلِ عِنْدَ وَالِدِي وَ هُوَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَ قَدْ سَقَطَتْ قُوَّتُهُ بِوَاحِدَةٍ وَ خِفْتُ مَوْتَهُ وَ الْأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ عَلَيْنَا إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا شَخْصٌ هِبْنَاهُ وَ اسْتَطْرَفْنَا دُخُولَهُ وَ ذَهَلْنَا عَنْ سُؤَالِهِ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ وَالِدِي وَ جَعَلَ يُحَدِّثُهُ مَلِيّاً وَ وَالِدِي يَبْكِي ثُمَّ نَهَضَ فَلَمَّا غَابَ عَنْ أَعْيُنِنَا تَحَامَلَ وَالِدِي وَ قَالَ أَجْلِسُونِي فَأَجْلَسْنَاهُ وَ فَتَحَ عَيْنَيْهِ وَ قَالَ أَيْنَ الشَّخْصُ الَّذِي كَانَ عِنْدِي فَقُلْنَا خَرَجَ مِنْ حَيْثُ أَتَى فَقَالَ اطْلُبُوهُ فَذَهَبْنَا


[1] صرحة الدار: عرصتها وزنا و معنى.

[2] الظاهر أنّه من قولهم حصحص الحق بالحاء و الصاد المهملتين إذا بان و ظهر بعد كتمانه و اما خضخض بالمعجمات كما في بعض النسخ فغير مناسب فان الخضخضة بمعنى التحريك يقال: خضخض الرجل الماء فتخضخض حركه فتحرك.

[3] بهره الشى: غلبه التعجب منه.

[4] بعض النسخ‌[ من بادية]

نام کتاب : مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر) نویسنده : ورّام بن أبي فراس    جلد : 2  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست