عَاتَبَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْأَحْنَفَ عَلَى شَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ فَاعْتَذَرَ فَقَالَ أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ الثِّقَةُ فَقَالَ كَلَّا أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّ الثِّقَةَ لَا يَنُمُّ.
بَعْضُهُمْ سَتْرُ مَا عَايَنْتَ أَحْسَنُ مِنْ إِشَاعَةِ مَا ظَنَنْتَ
حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ أَقَرَّ يَوْمٍ لِعَيْنِي لَيَوْمٌ لَا أَجِدُ فِيهِ طَعَاماً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَيَتَعَاهَدُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَعَاهَدُ الْوَالِدُ وَلَدَهُ بِالْخَيْرِ وَ إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي[1] عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ كَمَا يَحْمِي أَحَدُكُمُ الْمَرِيضَ مِنَ الطَّعَامِ
لَمْ يَزَلْ زَكَرِيَّا ع يَرَى وَلَدَهُ يَحْيَى مَغْمُوماً بَاكِياً مَشْغُولًا بِنَفْسِهِ فَقَالَ يَا رَبِّ طَلَبْتُ مِنْكَ وَلَداً أَنْتَفِعُ بِهِ فَرَزَقْتَنِيهِ لَا أَنْتَفِعُ بِهِ فَقَالَ طَلَبْتَ وَلِيّاً وَ الْوَلِيُّ لَا يَكُونُ إِلَّا هَكَذَا
الْبَرَايَا أَهْدَافُ الْبَلَايَا
بَعْضُهُمْ فِي بَعْضِ كُتُبِ اللَّهِ كَانُوا إِذَا طَالَتْ بِهِمُ الْعَافِيَةُ حَزِنُوا وَ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ فَإِذَا أَصَابَهُمُ الْبَلَاءُ فَرِحُوا وَ قَالُوا عَاتَبَكُمْ رَبُّكُمْ فَعَاتِبُوهُ.
بَعْضُهُمْ مَا نَزَلَ بِي مَكْرُوهٌ قَطُّ فَاسْتَعْظَمْتُهُ إِلَّا ذَكَرْتُ ذُنُوبِي فَاسْتَصْغَرْتُهُ.
أُوَيْسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ كُنْ فِي أَمْرِ اللَّهِ كَأَنَّكَ قَتَلْتَ النَّاسَ كُلَّهُمْ خَائِفاً مَغْمُوماً.
بَعْضُهُمْ مَا أَعْلَمُ أَشَدَّ حُزْناً مِنَ الْمُؤْمِنِ شَارَكَ أَهْلَ الدُّنْيَا فِي هَمِّ الْمَعَاشِ وَ تَفَرَّدَ بِهِمْ آخِرَتَهُ.
لَمَّا اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ ع خَلِيلًا أَلْقَى فِي قَلْبِهِ الْوَجَلَ حَتَّى إِنَّ خَفَقَانَ قَلْبِهِ كَانَ يُسْمَعُ مِنْ بُعْدٍ كَمَا يُسْمَعُ خَفَقَانُ الطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ.
إِنَّ الْمَخَافَةَ قَبْلَ الرَّجَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَنَّةً وَ نَاراً فَلَنْ تَخْلُصُوا إِلَى الْجَنَّةِ حَتَّى تَمُرُّوا عَلَى النَّارِ
عِيسَى ع يَقُولُ لَا تَدْرِي مَتَى يَغْشَاكَ الْمَوْتُ لِمَ لَا تَسْتَعِدُّ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْجَأَكَ
قِيلَ الْبُكَاءُ بُكَاءَانِ بُكَاءٌ بِالْقَلْبِ وَ بُكَاءٌ بِالْعَيْنِ فَبُكَاءُ الْقَلْبِ الْبُكَاءُ عَلَى الذُّنُوبِ وَ هُوَ الْبُكَاءُ النَّافِعُ وَ أَمَّا بُكَاءُ الْعَيْنِ فَإِنَّكَ لَتَرَى الرَّجُلَ تَبْكِي عَيْنَاهُ وَ إِنَّ قَلْبَهُ لَقَاسٍ
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ كَرَمِي وَ سَعَةِ رَحْمَتِي لَا تَبْكِي عَيْنُ عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا أَكْثَرْتُ ضَحِكَهُ فِي الْآخِرَةِ
[1] أي يمنع.