عَنْ عَلِيٍّ ع بَعَثَ النَّبِيُّ ص جَيْشاً وَ أَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَمِعُوا لَهُ وَ يُطِيعُوا فَأَجَّجَ نَاراً وَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَقْتَحِمُوا فِيهَا فَأَبَى قَوْمٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا وَ قَالُوا إِنَّا فَرَرْنَا مِنَ النَّارِ وَ أَرَادَ قَوْمٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ص فَقَالَ لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا وَ قَالَ لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ وَ رُوِيَ فَهَمَّ الْقَوْمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى تَأْتُوا رَسُولَ اللَّهِ ص فَإِنَّهُ إِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا فَادْخُلُوهَا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُمْ لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَداً إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ وَ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ وَ قِيلَ اسْمُ الْأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُخَمَّرٍ وَ كَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ فَلَمَّا هَمُّوا بِالدُّخُولِ قَالَ اجْلِسُوا فَإِنَّمَا كُنْتُ أَضْحَكُ وَ أَلْعَبُ
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ
عَنِ الْحَجَّاجِ فِي خُطْبَةٍ أَيُّهَا النَّاسُ أَفْرِغُوا هَذِهِ الْأَنْفُسَ فَإِنَّهَا أَشْهَى شَيْءٍ إِذَا أُعْطِيَتْ وَ أَعْطَى شَيْءٍ إِذَا مُنِعَتْ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً جَعَلَ لِنَفْسِهِ خِطَاماً وَ زِمَاماً فَقَادَهَا بِخِطَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ صَرَفَهَا بِزِمَامِهَا عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَإِنِّي رَأَيْتُ الصَّبْرَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَيْسَرَ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللَّهِ.
أَعْرَابِيٌ خُذِ النَّاسَ بِمَا بِهِ أُمِرُوا وَ اتْرُكْهُمْ لِمَا عَنْهُ زُجِرُوا.
بَعْضُهُمْ لَأَنْ أَدْخُلَ النَّارَ وَ قَدْ أَطَعْتُ اللَّهَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ قَدْ عَصَيْتُ اللَّهَ.
إِسْفَنْدِيَارُ إِنَّ الْمَوْلَى إِذَا كَلَّفَ عَبْدَهُ مَا لَا يُطِيقُهُ فَقَدْ أَقَامَ عُذْرَهُ فِي مُخَالَفَتِهِ
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ وَ الْعِزَّ بِلَا عَشِيرَةٍ وَ الطَّاعَةَ بِلَا سُلْطَانٍ فَلْيَخْرُجْ مِنْ ذُلِّ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلَى عِزِّ طَاعَتِهِ فَإِنَّهُ وَاجِدٌ ذَلِكَ كُلَّهُ
صَاحِبُ كَلِيلَةَ لَا يُرَدُّ بَأْسُ الْعَدُوِّ الْقَوِيِّ بِمِثْلِ الْخُضُوعِ كَمَا أَنَّ الْحَشِيشَ يَسْلَمُ مِنَ الرِّيحِ الْعَاصِفِ بِلِينِهِ لَهَا وَ انْثِنَائِهِ مَعَهَا